الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سقطت ابنتي في وحل المخدرات والصحبة السيئة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أم لبنت لها من العمر ١٦عاماً، اكتشفت مؤخراً أنها وقعت في براثن أصحاب السوء، فتغيرت نتائجها المدرسية، وسلوكها، وصار من الصعب التعامل معها، ولم تعد لي ولا لوالدها عليها سلطة؛ إذ أنها تهدد بالهروب من المنزل أو الانتحار كلما حاولنا التصدي لسلوكها.

حاولنا باللين وبالشدة وبالعلاج النفسي والدوائي، لكن الحال يسوء كل يوم أكثر.

ومما زاد الطين بلةً، أننا اكتشفنا مؤخراً أنها تدخن المخدرات (الحشيش)، وتسربت إليها أفكار إلحادية، فهي تأخذ منا مصروفها اليومي، فإذا قطعناه عنها خشينا أن تكسبه بطريقة أخرى، وإذا واصلنا إعطاءها المال شاركناها في الإثم.

نحن عائلة تعيسة من جراء ما يحصل، العاطفة تجاه ابنتنا تمنعنا من أخذ إجراءات صارمة، قد تجرها إلى الإيغال في الأوحال أو الانتحار.

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ثامر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه البنت، ونسأل الله أن يهديها لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

أولاً: ننصحكم بكثرة الدعاء لها.

ثانيًا: الاتفاق على خطة واحدة في التعامل معها.

ثالثًا: الاستفادة من وقت صحوها وانتباهها.

رابعًا: الاجتهاد في إبعادها عن أصدقاء السوء بقدر ما تستطيعون، لكن بطريقة غير مباشرة، بمعنى: أن تفتعلوا برامج أسرية وتجتهدوا في اصطحابها.

خامسًا: الأهم من هذا هو أن تُبينوا لها عواقب ومآلات هذا الطريق الذي تسير فيه وتمشي عليه.

ونسأل الله أن يُعينكم على الخير، وأيضًا استفيدوا من الناحية الطبية ومن المُرشدين الذين يمكن أن يُعاونوكم في أمر التخلص من هذه السموم التي اعتادت عليها.

ومسألة المصاريف لا بد أن توازنوا فيها؛ بحيث تُعطى المصروف الذي لا يكون سببًا لفعل أشياء لا تُرضي الله تبارك وتعالى، وإذا رضيت بأن تُجهّزوا لها الاحتياجات الأساسية حتى تُعطوها أشياء عينية بدلاً من الأموال؛ ففي ذلك الخير.

عمومًا اتفاقكم له أثر، وكثرة الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ومعرفة المداخل إلى نفسها، وكذلك اختيار الأوقات المناسبة للحديث معها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقرّ أعينكم بصلاحها، وأن يردّها للحق ردًّا جميلاً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً