الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكره أختي المتسلطة، ولا أستسيغ تنفيذ أوامرها

السؤال

السلام عليكم.

أختي تكبرني ب 7 سنوات، وأنا عمري 14 سنة، عندما كنت صغيراً كانت تصرخ علي، وتعاملني بطريقة سيئة جداً، وكانت تأمرني وتقول: نفذ فوراً، وعندما أراها أشتعل غيظاً منها.

فهل يجوز الدعاء بأن أكون أفضل منها في الدنيا والآخرة؟ وهل يجوز عندما تأمرني بأمر ألا أطيعها، خاصةً إن كان أمراً في نهايته أبر والداي؟

عندما يأمرني والداي فإني أنفذ وأنا فرح، ولكن هي أكرهها بشدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لك التوفيق، ونشكر لك تواصلك معنا، ونشكر لك أيضًا حرصك على معرفة ما يجوز وما لا يجوز، وما ينبغي أن تفعله، ومحاولتك التفقّه في أحكام التصرُّفات قبل أن تُقدم عليها، وهذا كلُّه دليلٌ على حُسن تدبيرك، ورجاحة في عقلك، وحُسن في إسلامك، فنسأل الله تعالى لك مزيدًا من التوفيق والسداد.

وما سألت عنه –أيها الحبيب– نُجيبك عنه في النقطتين التاليتين:

أولاً: بالنسبة لأختك؛ فإننا ننصحك بأن تنظر إلى موقفها منك من زاوية أخرى، وأن تُحلّله بتحليل آخر غير الذي وقع في نفسك، فإن أختك لفارق السن الذي بينك وبينها تنظر إلى الأمور من منظار آخر، وهي ترى أنها أعرفُ منك بالأمور، وأدرى منك بالصحيح من الخطأ، ومن ثمّ تأمرُك بأمرٍ وتظُنُّ أنه الصواب، وربما تكون مُخطئةً من وجهة نظرك على الأقل، ولكن نتيجةً لخبرتها القليلة بسبب صغر سِنِّها، وعدم ممارستها في إدارة أفراد آخرين؛ فإنها قد لا تُحسن التصرُّف والتدبير، فتتعامل معك بنوع من القسوة، أو على الأقل الذي تراه أنت قسوةً.

وتُقارن بين تصرُّفاتها معك وتصرُّفات والديك، وهما بلا شك أكثر خبرةً، وأدرى بكيفية التعامل مع النفوس البشرية، فيكون تصرُّفهما معك ألين وأرفق من تصرُّفها معك، وهذا لا يعني أبدًا أنها لا تُحبك، أو أنها لا تريد لك الخير، ولكن تلك هي الأسباب والعوامل التي تجعل هناك فارقًا بين ما يصدر منها وما يصدر من الوالدين.

فننصحك: أن تتفهم هذه القضايا؛ حتى يُزيل ذلك التفهم ما في نفسك من الكراهية لأختك، وهي في الحقيقة ينبغي أن تكون محلًّا لحبك ومحلًّا لتقديرك، وأن تتفهم حقيقة موقفها لتعذرها فيما قد ينتج أو يصدر منها من إساءة إليك، فمحبة الأخت لأخيها أمرٌ فطر الله تعالى عليه الأخوات، ونحن لا نشك في حُبِّها لك؛ لأننا نعرف هذا من طبيعة الناس جميعًا.

ولكن إذا أمرتك بأمرٍ، والوالدان يأمرانك بخلافه؛ فإن طاعة الوالدين مُقدّمة بلا شك، فبرُّهما واجب، وطاعة أمرهما واجبة، بخلاف الأخت، فطاعة أمرها ليست بواجبة، إلَّا إذا أمرتك بطاعةٍ واجبةٍ عليك، فيجب أن تُطيعها في ذلك طاعةً لله تعالى في الواجب.

وإذا أمرك الوالدان بشيء فيجب عليك أن تنفّذ أمرهما؛ ما دام في غير معصية الله تعالى.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً