الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أطمح لأنجح وأحظى بحياة أفضل، ولكن مشكلتي في التفكير الزائد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في الثانوية العامة، في مرحلة التوجيهي، أبلغ من العمر 17 عاماً، أنا بنت خجولة، وشخصيتي ليست بالقوية، أتقوى في بعض المواقف، ويغلبني ضعفي أحيانًا، ولدي شخصية قلقة، ولكني دائمًا ما أحاول أن أدفع ذلك القلق، وأحدث نفسي كما أني أطمئن غريباً وأسايره، وما يلبث ذلك طويلاً، فهي دقائق معدودة لعودة تلك الأفكار التي تداهمني، وتكدر عيشي، ولكني أزعم أني صبورة.

لقد حدث معي وعائلتي موقف صعب منذ أيام قليلة، ولم يكن الأول، فقد مر بنا الكثير منذ صغري، إنما كان الأكثر شهرة؛ لأنه حدث بين العامة، وكان مخيفًا ومحرجًا جدًا بالنسبة لي، وانتهى ذلك الموقف ولم ينته ما بعده، وبسبب أننا نعيش في القُرى ينتشر الكلام سريعًا، واتصال الأشخاص والسؤال عنه جعل الموضوع يصبح محور تفكيري وقلقي! لكني لا زلت أقول في نفسي ماذا لو فعلنا كذا وكذا؟ وماذا لو تحدث عنا الناس وأشاعوا ما لم يكن موجوداً؟ وهذا يؤثر على تركيزي في دراستي، وأنا فتاة أطمح لأنجح وأحظى بحياة أفضل، فهل لكم أن تُدلوني إلى ما يجب علي فعله للتوقف عن التفكير الزائد، وأن لا نجعل المواقف تؤثر علينا؟

أتمنى أني كتبت رسالتي بطريقة صحيحة، وأني أوصلت فكرتي، فلست معتادة على الكتابة بالفصحى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك بُنيّتي نور عبر إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

لقد أوصلت الفكرة بشكل جيد، وأحسنت الكتابة ما شاء الله.

أُعجبتُ بأسلوبك، وخاصة أنك في مرحلة التوجيهي، أتمنى من الله تعالى لك التوفيق والسداد.

نعم تمرُّ في حياتنا مواقف مُحرجة أحيانًا، وخاصة إذا كانت أمام الآخرين، ممَّا يجعلنا نفكّرِ فيها مليًّا أو يسيرًا، وهذا ليس بالضرورة أمرٌ غير طبيعي، فقد يكون الحدث كبيرًا ومؤثِّرًا، أو محرجًا جدًّا كما ورد في سؤالك.

يُقال -بُنيِّتي-: إن إرضاء الناس غاية لا تُدرك، فلا تحاولي بذل الكثير من الوقت في إرضاء الآخرين، فهذا قد يستحيل، وخاصة إذا خاضوا بما هو غير موجود أصلاً، وركّزي -بُنيتي- على ما تريدين تحقيقه في الحياة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (اعملوا فكلٌ ميسّرٌ لما خُلق له).

بُنيّتي: فهمتُ من سؤالك أنك فتاة طموحة، وتريدين النجاح في الحياة، فأنا أدعو الله تعالى لك ليس فقط بالنجاح، وإنما بالتفوّق، فاحرصي على ما ينفعك واستعيني بالله ولا تعجزي، كما قال -صلى الله عليه وسلم-.

استغلي الوقت بالشكل المفيد، وابتعدي قدر الإمكان عن المُلهيات، وما هو إلَّا وقتٌ قصير حتى تجدي نفسك ليس فقط ناجحة متفوقة، وإنما مستمتعة بما تقومين به من دراسة وعمل.

أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والنجاح، وأرجو أن نسمع منك أخبار نجاحاتك وإنجازاتك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً