الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي في تشنج الجفون عندما أقابل الناس، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أستخدم السيروكسات 25 والسيروكويل 50، تحسنت من الوساوس والاكتئاب، ولكن حالياً عندما أجتمع بالناس أحس بتشنج في الجفون العلوية، يرتفع الجفن للأعلى والأسفل بشكل سريع، حتى يتضح بياض العين، حتى لو قابلت طفلاً صغيراً أحس بجفون العين ليست ثابتة، تزداد هذه الإشكالية عند تناول مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، وتشتد الحالة حتى تمنعني من المشاركة الاجتماعية.

تحدثت مع الاستشاري النفسي، طلب مني التوقف عن السيروكويل 50 حتى تخف الأعراض، لكن بمجرد التوقف يعود لي القلق والتوتر والخوف، مع العلم جربت البنزوهكسول، لكن هذه الأعراض تزداد، تعبت نفسياً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ salah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: بجانب العلاج الدوائي لا بد أن تعتمد على العلاج السلوكي المعرفي الذي نعتبره علاجًا أساسيًّا لعلاج الوسواس والاكتئاب، فالفكر الوسواسي يجب أن يُحقّر، ويجب أن تصرف انتباهك عنه بالدخول في فكرٍ آخر، فكرٍ يكون أكثر إيجابيةً، وأن تتجنب الفراغ.

وبالنسبة للاكتئاب: كل ما ينتابك من تشاؤم ومشاعر سلبية يجب أن تتغلب عليها من خلال إدخال ما هو إيجابيّ من الناحية الفكرية، وكذلك من ناحية المشاعر، ولا بد أن تكون أعمالك إيجابية مهما كان هناك شعور بالإحباط، الأفعال الإيجابية تؤدي إلى تحسين المزاج وكذلك الأفكار، وحُسن إدارة الوقت وتجنُّب الفراغ، وممارسة الرياضة، وتجنُّب السهر، كلها متطلبات علاجية يجب أن تحرص عليها.

بالنسبة لحركة الجفون العلوية: أنا لا أعتقد أنها نوع من التخشُّب أو الانقباضات العضلية التي تنتج من مضادات الذهان، لأن الـ (سيروكويل Seroquel) لا يُسبب هذا أبدًا، أنا أعتقد أنها قلقيّة توتُّريَّة؛ لأن القلق النفسي قد يؤدي إلى هذه التشنُّجات وإلى هذه الانقباضات، في أي جزء من أجزاء الجسد، ويُعرف أن منطقة الجفون هي إحدى المناطق التي تكثر فيها هذه الانقباضات المفاجئة، أتفق معك أنها مزعجة، ولكنها ليست خطيرة.

ويجب أن تتعامل معها من خلال: التجاهل التام، ومن خلال أن تُطبِّق تمارين الاسترخاء، تمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها، مفيدة جدًّا، يمكن للطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي أن يُدرّبك على هذه التمارين، كما أنه توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية هذه التمارين، ويجب أن تستصحب مع تمارين قبض العضلات، واسترخائها تمارين التنفس المتدرجة أيضًا؛ لأنها حقيقة تزيل القلق والتوتر، وتؤدي إلى انبساط نفسي ينتج عنه انبساط عضلي، بمعنى أن العضلات أيضًا سوف تكون في حالة استرخائية، وتختفي هذه التشنُّجات وهذه الانقباضات.

هذا هو ما أنصحك به - أيها الفاضل الكريم - وممارسة الرياضة أيضًا يجب أن تكون جزءًا أساسيًّا في حياتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً