الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بتوهان وأقوم بمراقبة أفكاري، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أشكركم على هذا الموقع الرائع.

باختصار شديد: أقلعت عن التدخين في رمضان، وبعد إقلاعي بعدة أيام أصبت بنوبة هلع، وخوف من الجنون؛ حيث إنني لا أعاني من ارتفاع في ضربات القلب أو من أي عرض آخر، فالعرض الوحيد هو التفكير الدائم بهذه العلة النفسية، وخوفي الشديد من الجنون.

مؤخراً أصبحت أراقب تفكيري، ويظهر لي أنه غير منطقي، وهذا ما يزيد من حالة الذعر وأقول: إنني سوف أجن، الآن أشعر بتوهان لثوان فقط، وأحس أن كل شيء غريب، ثم أرجع إلى حالي، ذهبت إلى طبيب نفسي وقال لي: هذا اضطراب وقلق عام.

سؤالي: هل سأجن؟ وما هو تشخيصي؟ علماً بأنني أمارس حياتي بشكل عادي، ولكن هذا التوهان يزعجني!

عذراً على ضعف لغتي، وتقبلوا مني فائق التقدير والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

رسالتك واضحة تمامًا، ولغتك سليمة، وعبّرت عن ذاتك وعن وجدانك بصورة تجعلني أقول لك - وأنا على درجة عالية من اليقين - إن الذي تعاني منه هو نوع من الوساوس القهرية، وليس أكثر من ذلك. هذه وساوس فكرية غير صحيحة، ومن الواضح أن البناء النفسي لشخصك الكريم يقوم أيضًا على القلق والمخاوف، وهذه لا نعتبرها أمراضًا، إنما هي مجرد ظواهر.

أيها الفاضل الكريم: يجب أن تحقّر هذه الأفكار، يجب ألَّا تعيرها أي اهتمام، بل تستبدلها بفكرة أخرى، فكرة الإصابة بالجنون أو خلافه من الأمراض يجب أن تتعامل معه من خلال تجاهله وتحقيره واستبداله بفكرٍ مخالفٍ تمامًا.

أخي الكريم: مثلاً بدل أن تركّز على فكرة الخوف من الجنون تركز على فكرة أنك إن شاء الله تعالى تستطيع أن تؤسس صيدلية خاصة بك، وتتعامل مع عدد كبير من وكلاء الأدوية، وشيئاً من هذا القبيل. إذًا استبدال الفكر الوسواسي بفكر آخر هو العلاج المنطقي والصحيح.

ممارسة الرياضة بانتظام وممارسة تمارين الاسترخاء مهم أيضًا، تمارين الاسترخاء يمكن أن يُدرّبك عليها الأخصائي النفسي، أو يمكنك أن تتطلع عليها في كيفية تطبيقها عن طريق اليوتيوب، هنالك برامج ممتازة جدًّا توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

حالة التوهان التي تأتيك والانفصال من الواقع هي أيضًا ناتجة من القلق، وهذا قد يكون نوعًا من اضطراب الأنية البسيط. تمارين الاسترخاء تعالج هذا الوضع بصورة سليمة جدًّا.

أخي: قطعًا أنت محتاج لعلاج دوائي، وعقار (فافرين faverin) الذي يُسمَّى علميًا (فلوفوكسامين Fluvoxamine)، وهو أفضل أنواع الأدوية التي تعالج هذا النوع من الوساوس والمخاوف والتوترات واضطراب الأنية، أنت تحتاج لجرعة صغيرة جدًّا، وهي أن تبدأ بتناول الدواء بجرعة خمسين مليجرامًا (50 ملج) ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها مائة مليجرام (100 ملج) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا (50 ملج) ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا (50 ملج) يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف تمامًا عن الفافرين.

وكما تعلم هو دواء بسيط وسليم، والجرعة التي وصفناها لك صغيرة، حيث إن الجرعة الكلية هي ثلاثمائة مليجرام (300 ملج) في اليوم، ولكنك لست بحاجة لهذه الجرعات الكبيرة.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً