الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أخرج من حالة الخصام بيني وبين صديقتي؟

السؤال

السلام عليكم

علمت أن الخصام سبب لعدم رفع الأعمال، هناك صديقة متخاصمة معها، وعندما ألقاها لا أسلم عليها، ولكني تبت عن هذا الفعل، ولم ألقها من آخر مرة، ونويت أنني عندما ألقاها سأسلم عليها، ولا أستطيع الذهاب إلى بيتها، ولا الاتصال بها، لأنها هي المخطئة في حقي.

كذلك حاولت مرة قبل ذلك التواصل معها، وهي كلمتني بطريقة سيئة، لذلك أصبحت عندما أراها لا ألقي عليها السلام، ولكني نويت إذا لقيتها ثانية أن ألقي السلام حتى لا أكون آثمة، وترفع أعمالي.

سؤالي:
1. هل أكون آثمة لحين رؤيتها وإلقاء السلام، ولا ترفع أعمالي؟ أم مجرد توبتي ونيتي بإلقاء السلام لا آثم، لأني قد لا أراها إلا بعد فترة طويلة؟
2.هل يزول الإثم بمجرد السلام مرة واحدة، أم يجب عند كل لقاء معها أن ألقي السلام؟
3.هل تكفي رسالة نصية لإزالة إثم الخصام، حتى لو لم أسلم عليها بعد ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك بالموقع، ونسأل الله تعالى أن يهدينا وإياك لمكارم الأخلاق وأحسنها، وقد أصبت -أيتها البنت الكريمة- حين عزمت على التوبة من هذا الهجر، وهو محرم بعد الأيام الثلاثة كما جاء في الحديث: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)، ثم بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الهجر المحرّم، فقال: (يلتقيان فيُعرضُ هذا ويُعرضُ هذا).

هذه الكلمات في الحديث النبوي فيها بيان الكيفية للهجر المحرّم الذي يأثم به الإنسان، وهو أنه إذا لقيَ هذا المسلم فإنه إذا لم يُسلّم عليه فهو باقٍ على الهجر، وهذا حرام، وإذا سلّم عليه فقد انقطع الهجر بهذا السلام.

أمَّا إذا غاب عنه هذا المسلم فهل يبقى الهجر مع الغيبة؟ الظاهر من الحديث أن الهجر لا يكون إلَّا إذا التقيا فأعرض هذا وأعرض هذا، فإذا بدأ أحدهما بالسلام فقد انقطع الهجر من جانبه، ولكن مع هذا قد تكلّم العلماء عمّا لو راسل أحدهما أخاه، كاتبه وراسله، فإنه بهذه المراسلة أيضًا يكون قد قطع الهجر من جانبه، فهو كالسلام عند لقائه.

لهذا ننصحك بأن تُراسلي زميلتك هذه وأختك في الإسلام، تُراسيلها ولو بالسلام فقط، والسؤال عن الحال، فإذا ردت عليك فالحمد لله، فلك ولها الأجر، وإن لم ترد عليك فقد برئت ذمتك أنت بيقين، وتكونين بذلك قد خرجت من الهجر الممنوع بيقينٍ، ولا يزيدك هذا التواضع إلَّا خيرًا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً