الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يراسل النساء على النت.. كيف أصرفه عن ذلك؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أشكر للشبكة الإسلامية مشاركتها الفعالة في مواجهة مشاكل هذا العصر، أعاننا الله تعالى على ويلاته.

علمت منذ فترة غير بعيدة بأن زوجي يدخل على مواقع الزواج الموجودة على الأنترنت بعد خلافات نشبت بيني وبينه، وفشلت كل محاولاتي للإصلاح معه، حيث إنه عنيد الطبع، عصبي المزاج، لا يقبل التفاهم، وبعد الخلاف بيني وبينه قال في نوبة غضبه: أنه يريد أن يتزوج علي، وأنا متأكدة أن هذا من باب العناد، ولكن عندما دخلت على المواقع التي يدخل عليها، وجدت أن أكثرها -لا أقول: كل من فيها- يعبثون، وغالباً ما يتسلون بالناس، فحزنت جداً لحال زوجي.

ولا أخفي عليكم شعرت بالغيرة ومرارة الخيانة، مع العلم أني لا أستطيع مواجهته بالأمر، وأنني أنا الأخرى أفتقد الحب والحنان منه، حيث أنه غالباً غير متواجد في البيت، وإن كان موجوداً فهو إما في غرفته أو يستعمل الحاسوب.

ووجدته يسأل النساء في هذا الموقع، وأنه يطلب منهن الحب، فهل يجوز لي أن أبادله المشاعر من غير أن يعلم أنني زوجته، وذلك لحاجتي أنا لمن يبادلني الأحاسيس والمشاعر، وما كنت لأبحث عن الحب خارج بيتي.

أنا في كرب وأزمة نفسية صعبة جداً، وزوجي رافض لي تماماً، غير متسامح، مع العلم أني والله ما فعلت فاحشة ولا خنته يوماً، ويعلم الله أنني أحبه وأتمنى له الهداية والعودة إلى طريق الصواب، وأن نجتمع مرة أخرى على الحب والوئام.

خاصة وأن لي منه طفلين، وبقي لي في ذمته طلقة واحدة، وأنا في أمس الحاجة إلى من يحبني ويخفف عني همي، وكلما حاولت التقرب إليه، اعتبر هذا ضعفاً مني وتمادى في إهانتي! وكلما ابتعدت عنه شعرت بتعب نفسي شديد، وأني أخشى تحت ضغط هذه الظروف أن أخون أمانة الله، وأبادل الأحاديث مع غيره من باب العناد، وإحساسي بأنوثتي، وأنني أستطيع أن أكون مرغوبة، أعينوني بالله عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يصلح لك زوجك، وأن يعيد إليكما الثقة والأمن والأمان.

وبخصوص ما ورد برسالتك، أختي الدكتورة/ مروة، فإنه لأمر مؤسف حقاً أن تفتقر الحياة الزوجية لعوامل الثقة والمحبة والتفاهم والأمان، وكما لا يخفى عليك أن الدنيا كلها دار امتحان وابتلاء واختيار، وأن هناك من بلاؤه في صحته، ومن بلاؤه في ماله، ومن بلاؤه في ولده، المهم أن الكل مبتلى، وهذه حقيقة لا مفر منها، حتى وأن الظاهر يشهد بخلاف ذلك، وأنت قد ابتلاك الله في زوجك، وليس أمامك إلا مواجهة هذه الابتلاء بشرع الله المتمثل في الآتي:-

1- إما مواصلة مسيرة الصبر مع الدعاء، والإلحاح على الله بصلاح الحال وعودة زوجك إلى رشده وصوابه، مع ضرورة نهيه عما يفعل من المحرمات أو التجاوزات التي لا يرضاها هو على أهله.

2- وإما المواجهة الصريحة ووضع الحد النهائي لتلك العلاقة الغير مستقرة، لذا أنصح بضرورة عقد جلسة مصارحة، وأفضل أن تكونا وحدكما ولو خارج المنزل، وتتناقشا معاً في حياتكما، ولكن بهدوء وعدم تعالى أو توجيه اتهامات أو محاكمات، وإنما بهدوء ورفق وأدب، حاوريه ناقشيه وبيني له وبكل وضوح مدى معاناتك من انصرافه عنك وعدم تجاوبه معك، سليه عن سبب هذا الجفاء، اتفقا معاً على خطة جديدة لحياة جديدة، المهم الحوار والتفاهم والوصول إلى حل ولو جزئي.

فإن وفقتم في ذلك فهذا ما نرجوه، وإذا لم تفلح هذه الجلسة في إذابة الجليد وعودة الحياة إلى مجاريها، فأرى أن من حقك أن تعيدي النظر في الحياة الزوجية كلها، وأن تعيشي العلاقة بمقياس وميزان المكسب والخسارة، وأن تتخذي القرار الذي ترينه مناسباً، وذلك بعد استشارة أهلك أو من تحبين، وكذلك صلاة الاستخارة؛ لأن الثوب المرقع لابد وأن يأتي يوماً يتمزق أو يرفض الرقع، حاولي معه، ولكن لا أنصح بما ذكرته من استعمالك النت كما ورد برسالتك؛ لأن هذا غش، وستعيشين في وهم لا يلبث أن ينكشف، واستعيني بالله، وأكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يصلح حالكما، واعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء.

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً