الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تكثر من مخالطة الرجال بحجة أنهم من الأقارب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فإن مشكلتي هي أن زوجتي تقيم علاقات اجتماعية مع الرجال، وخاصة الأقارب، فمثلاً: هي لها أختان متزوجتان، وهي -أي زوجتي- تقيم علاقة اجتماعية مع زوجي أختيها، مع العلم أنها جميلة، ولاحظت أنهما يتقربان منها، وكثيراً ما أراهما ينظران إليها بكثرة، وكذلك الحال مع بعض الأقارب، وعندما أتحدث إليها عن بعض هذه الأحداث تخبرني بأني غيور جداً، وعيب أن أشك بالآخرين، كما أنها بعد أن عقدت عليها في المحكمة أخذت تتهاون بالحجاب، وخاصة أمامهما، مع العلم أنهما غير ملتزمين بالدين.

فأرجو حلاً لهذه المشكلة، كما أنها تصافح الرجال، وعندما طلبت منها عدم المصافحة أخبرتني أنها تنحرج منهم، ولهذا نويت أن أخبر أي رجل يريد مصافحتها أني لا أقبل ذلك، فأخبروني ما رأيكم وتوجيهاتكم في المسألة كلها؟ مع العلم أني لم أدخل بها، وفي المرة الأخيرة حدثت مشكلة بيني وبين أحد زوجي أختيها (لم يدخل بأختها بعد) فوقفت ضدي بشكل كبير جداً جداً، فهل أزورهم؟ وماذا أفعل معها من توجيهات أو تعامل؟

وجزاكم الله خيراً عن كل من يدخل إلى الشبكة الإسلامية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Waleed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن نجاح الزوجة في طاعتها لربها واحترامها لزوجها، وحرصها على طاعته التي هي من طاعة الله، خاصة إذا أمرها بما فيه طاعة لله، أما إن أمرها بمعصية فلا سمع ولا طاعة.

ولا شك أن ما تفعله هذه الزوجة في خطر عظيم؛ لأن الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الحمو الموت)، فالأقرباء أخطر من غيرهم، لأنهم لا يتهمون في دخولهم وخروجهم، كما أن هؤلاء الرجال أجانب عنها، ولا يجوز لها أن تتعامل معهم بهذه الطريقة، كما أن المرأة العاقلة تحترم مشاعر زوجها وتراعي غيرته التي هي دليل على حبه، وهي محمودة إذا كانت في الريبة وهذا موضع تهمة وريبة.

وأرجو أن تتأمل الأمر، وأن تصارحها وتخبرها أنك لا ترضى مثل هذا الأمر، لا الآن ولا بعد الزواج، فإن رضيت بالامتناع عنه، ورضيت بالزواج على هذا الشرط، فسارع بالدخول بها حتى تتمكن من التأثير عليها وإبعادها عن مواطن الشبهات وتربيها على مراقبة رب الأرض والسماوات، وحتى تعلم أن الحرج في مخالفة أوامر الله، وليس في تطبيق أحكام دينه، وأن رضا الله مقدم على رضا الناس، أما إن لم ترض ولم تأخذ منها وعداً وتوبة فالنساء غيرها كثير.

ولا بد أن تعلم هي أنها زوجة لك وحدك، وأن زينتها وجمالها خاص بزوجها، وليس في مصلحتها التوسع في العلاقات والجلسات العائلية المختلطة التي تحتوي على أعظم الشرور، فإن كل رجل يسترق النظر إلى نساء الآخرين، ويشاركهن في الضحكات، وهذا سبب رئيسي لخراب البيوت، مع ما يجلب من غضب العظيم ذي الجبروت.

حاول أن تجعلوا زيارتكم للأهل قصيرة، ورافقها في زياراتها وغض بصرك عن نساء الآخرين حتى يحفظ الله لك عرضك، وأرجو أن تشعرها بحبك وحرصك عليها، وبين لها أنك تطالبها بما شرعه الله الذي خلق الإنسان وهو أعلم بما يصلحه في العاجلة والمآل.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً