الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج القلق المتمثل في كثرة التفكير والنسيان سلوكياً

السؤال

أنا كثير التفكير وكثير النسيان والقلق، فما هي استشارتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأعراض التفكير الكثير أو المتداخل والمتسارع وبدون تركيز مما يؤدي إلى كثرة النسيان، وكذلك القلق والتوتر هي من أعراض القلق النفسي، والقلق النفسي يشخّص كأحد الأمراض العصابية، وقد يكون هذا القلق قلقاً ظرفياً، أي نتيجة لأسباب معينة، أو يكون ملازماً للشخصية، هنالك بعض الشخصيات التي من فطرتها أو تكوينها النفسي الداخلي القلق والتوتر.

نصيحتي لك هي أن تحاول أن تزيل أي أسباب قد تساعد في قلقك وتوترك، والشيء الثاني: عليك بأن تبتعد عن الكتمان الداخلي، أي حاول أن تعبر عن ذاتك في كل الأمور التي ترضيك أو لا ترضيك، هذا يعرف بالتفريغ النفسي، وهو مساعد جداً، وطبعاً الإنسان لابد أن يتخير المواقف التي يعبر فيها عن نفسه، ولابد أن يكون ذوقياً، ولابد أن يكون ملتزماً بآداب التواصل والتحاور مع الآخرين.

هذا -إن شاء الله- فيه فائدة كبيرة جداً من الناحية النفسية.

القلق والتوتر يمكن أيضاً أن يتخلص الإنسان منهما بممارسة الرياضة، فقد أثبتت البحوث أن الرياضة مثلما أنها تقوي الأجسام فإنها تقوي النفوس، وهي تمتص طاقات القلق والتوتر وتحسن الإفرازات الكيميائية بتحسن الإفرازات الدموية، وهذه الإفرازات الكيميائية الداخلية خاصة في المخ تؤدي إلى تحسين التركيز.

الجانب الآخر في العلاج والذي أرجو أن تحرص عليه أيضاً هو ممارسة تمارين الاسترخاء، خاصةً تمارين التنفس التي تعتمد على الاستلقاء في مكان هادئ مع غمض العينين وفتح الفم قليلاً، وبعد ذلك أخذ نفس عميق وبطيء وهذا يعرف بالشهيق، بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة خمس ثوان، ثم بعد ذلك أخرج الهواء وهذا هو الزفير، ويكون إخراج الهواء بنفس القوة والبطء المطلوب في الشهيق.

كرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في الجلسة الواحدة، بمعدل مرتين أو ثلاث في اليوم، ويمكنك أن تؤديه بصورة أفضل بالذهاب إلى أحد الأخصائيين النفسيين للقيام بكيفية أداء هذه التمارين بالصورة الصحيحة، أو يمكنك الاستعانة بأحد الكتيبات والأشرطة التي تساعد في الاسترخاء، وهي الآن منتشرة في جميع المكتبات خاصةً في المملكة العربية السعودية.

أرجو أيضاً أن تنظم نومك، وأن تأخذ القسط الكافي من الراحة، وعليك أيضاً أن تتناول كوباً دافئاً من الحليب قبل النوم، ولابد أن تكون أيضاً حريصاً على أذكار النوم، وأن تدعو الله كثيراً أن يزيل عنك القلق والتوتر وتشتت الأفكار وتطايرها.

الجانب الأخير في العلاج هو الأدوية المضادة للقلق، والحمد لله هي كثيرة وموجودة، وكلها سليمة بصفة عامة، والدواء الذي أوصي به في مثل حالتك هو العقار الذي يعرف باسم فلونكسول، أرجو أن تبدأ في تناوله بمعدل حبة واحدة نصف مليجرام في الصباح لمدة أسبوع، ثم ارفع الجرعة بعد ذلك إلى حبة صباحاً ومساء، واستمر عليها لمدة خمسة أشهر، ثم خفضها إلى حبة واحدة لمدة شهر واحد.

وسوف تجد -إن شاء الله- أن هذا البرنامج الإرشادي والعلاجي أفادك كثيراً، وأنك قد أصبحت أقل قلقاً وأكثر تركيزاً واسترخاءً بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ايمن

    افادكم اللة وسدد خطاكم وجعلكم من المنصحين شكرا جزيل الى كل من نفع الناس بمعلومات صحيحة ومفيدة

  • السعودية اخومرسل

    جزاك االله خير انا اعاني من كثر التفكر مثل الاخ ابراهيم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً