الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني يسرق المال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي هو: ماذا أفعل مع ابني بعد أن علمت من أمه أنه يأخذ النقود من شنطتها؟ وأنها واجهته بذلك واعترف لها بأنه منذ فترة وهو يأخذ النقود من شنطتها، وأنه يمارس العادة السرية، مع العلم أننا لم نبخل عليه بشيء من المال، أو الملابس، أو أي شيء آخر.

هو الابن الوحيد والأكبر، ويدرس في مدرسة إسلامية، ويعلم أن هذا حرام، ومع ذلك فعله، وقال لأمه أنه فعل ذلك؛ لأنه خائف من أصدقائه أن يضحكوا عليه؛ لأن مصروفه على حد قوله قليل، لذلك هو فعل هذا؛ لكي يقوم بعمل وليمة لأصدقائه، ويكون عنده نقود كثيرة وهو خارج معهم، وعند العودة إلى المنزل يكون قد صرف كل النقود التي معه عليهم، وليبين لهم أنه أحسن واحد؛ كي لا يضحك عليه أحد.

له أختان أصغر منه، وعمره 15 سنة، لا أدري ماذا أفعل بعد عودتي من العمل؟! لأنني أعمل لمدة شهر خارج البلاد، وأعود لمدة شهر، أمه أخبرتني بكل شيء، وقالت لي: بأنه خائف جداً من أنني أعلم، وقالت كذلك أنها لم تضربه وانتزعت منه كل هذه الاعترافات.

أرجوكم دلوني ماذا أفعل معه؟ لأنني حائر، وتفكيري كله في أنني عند العودة إلى المنزل أقوم بربطه، وحبسه، وضربه. أفيدوني أفادكم الله.
ولكم جزيل الشكر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وإننا ننصحك بعدم سؤاله عن الموضوع، وأرجو أن تستفيد الوالدة من خوفه منك وحيائه من أن تعرف بالموضوع، وتعاهده على عدم تكرار هذا الخطأ.

لا مانع عند عودتك من أن تجمع أبناءك وزوجتك، وتكلمهم عن اهتمامك بأخلاقهم، وأنك لا يمكن أن تقبل من أهل بيتك إذا حصل منهم كذا وكذا، وذلك لأن الإسلام يحرم هذه الأشياء وأنك مسئول أمام الله عن رعيتك.

أما بالنسبة لموضوع العادة السرية، فلا مانع من معالجته عن طريق الأسلوب غير المباشر، وذلك ببيان أحكام البلوغ، والآداب التي ينبغي أن يتحلى بها الشاب المسلم، وأنك يا بني وصلت مرحلة التكليف، وأصبحت رجلاً مسئولاً عن تصرفاتك، فلابد أن تتمسك بالدين الذي يحرم كذا وكذا، ويعجبني أن تصادق الأخيار وأن تكون قدوة لإخوانك الصغار.

أرجو أن يرى منك في فترة وجودك التزاماً بالصلاة والطاعات، ولا بأس من تحذيره من الشرور قبل أن تدركه، وعليك بإظهار غضبك لله، وخوفك من الوقوع معاصيه، حتى يشعر أن هناك خطوطا حمراء ما ينبغي أن يتجاوزها، واغرس في نفسه شجرة المراقبة لله، واجعلوها أساساً لتربيتكم، فإننا نخرب أبناءنا عندما نقول: (عيب، ماذا سيقول الناس؟).

قد أحسنت الوالدة بعدم استخدامها للضرب، وأرجو أن نتفادى الضرب، فإن آخر الدواء الكي؛ لأن الشاب في هذه السن يجدي معه الحوار والوضوح أكثر من إهانته بالضرب، الذي ربما يدفعه للعناد، أو لإظهار الأدب أمامك، ثم الظهور بوجه آخر عند سفرك.

أرجو أن ينال جزءاً كبيراً من وقتك واهتمامك، وحاول أن تتعرف على الأصدقاء الذين حوله، وتشجعه على الاستمرار في صحبة الأخيار، وتعطيه مقاييس وصفات الصديق الناجح، وأظهر له حاجتكم إليه واهتمامكم بنجاحه؛ لأنه عنوان المنزل، وأشغل نفسك بطاعة الله، وشجع والدته على الطاعة لله، وحاول أن تطلب من الكرام المعلمين الاهتمام به، مع ضرورة متابعته عن خروجه ودخوله، ولكن ليس بالطريقة البوليسية، وإنما بالتفاهم والحب والوضوح.

ونسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فرنسا الحسين انجائ

    لقد أسفرت من نصاحتكم جزاكم الله خيرا جزء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً