الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشاد لامرأة تعاني مراقبة أهلها لتصرفاتها بعد طلاقها

السؤال

تزوجت لمدة شهرين ولم أوفق، وبعد الطلاق بمدة رجعت إلى عملي وكأن شيئاً لم يكن، ولكن أهلي بدءوا بملاحقة تصرفاتي، مع العلم أنني لا أخرج من المنزل إلا للعمل، فلماذا القيود المصطنعة ضد المرأة بشكل عام والمطلقات بشكل خاص؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ميسون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الصواب هو أن تحملي تصرفات أهلك تجاهك على أحسن المحامل، ولا شك أنهم يعملون ذلك بدافع المحافظة عليك، فالتمسي لهم العذر، واحرصي على الابتعاد عن مواطن الريبة، وابحثي عن عمل لا يكون فيه احتكاك واختلاط بالرجال، وحافظي على حشمتك وحيائك، وسارعي بعد نهاية العمل بالعودة إلى دارك.

وأرجو أن تعلمي أن الدرة الغالية هي التي يبالغ أهلها في المحافظة عليها، ولكن الأشياء الرخيصة لا يهتم بها أصحابها، كما أن المرأة تشعر بالفخر عندما تشعر أن أهلها يهتمون بها، وتسعد إذا كانت مع رجل يحرسها ويصونها ويغار عليها، ويأمرها وينهاها، وهذا ما قالته المرأة الفرنسية التي ذهبت للقاضي الفرنسي، وطلبت الطلاق من زوجها فحاورها القاضي وسألها عن السبب فقالت: إنه لم يأمرني يوماً ولم ينهني، فقال لها القاضي: أليس في ذلك تأييد لدعوة فرنسا إلى حرية المرأة، فقالت لا أريده، لا أريده، إنني أريد رجلاً يأمرني وينهاني.

إنها تطالب بقوامة الرجل، وتريد أن تشعر بحمايته، وهذا شيء فطري في المرأة السوية، وهذا جانب من جوانب الإعجاز في شريعتنا التي جعلت القوامة بيد الرجل، بل إن الرجل المسلم ليموت دفاعاً عن عرضه، ويكون بذلك من الشهداء، فاعرفي دينك، ولا ترددي أفكار الساقطات والسفهاء الذي يقول قائلهم: لماذا تعيبون على المرأة إذا انحرفت ولا تعيبون على الذكر إذا وقع في الموبقات؟! وإنما يقولون ذلك لأنهم يريدون المرأة سلعة رخيصة لقضاء شهواتهم، ثم يتركونها بعد ذلك تعاني وحدها الآلام والحسرات.

وأرجو أن تعلمي أن الانحراف مذموم، سواء أكان من رجل أو امرأة، ولا يستهين بهذا الأمر إلا المرضى الذين وصفهم رب العزة والجلال فقال: (( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ))[النساء:27]، وودت الزانية لو زنت جميع النساء.

وقد أسعدني سؤالك، ومرحباً بك بين الآباء والإخوان، ونتمنى أن يرزقك الله بزوج يسعدك، والطلاق شر لكنه أفضل من حياة الشقاء، وليس نهاية المطاف، فأظهري ما عندك من دين وأخلاق، وتمسكي بحيائك والحجاب، وكوني مع هدى النبي صلى الله عليه وسلم وانتظري الخير من ربك الوهاب.

وبالله التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً