الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الخوف والارتباك في الأمور العملية والتطبيقية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأشكركم على جهودكم الطيبة في هذا الموقع، وأعرض مشكلتي بين أيديكم لعلي أجد الجواب الكافي والدواء الشافي -إن شاء الله تعالى-.

تتلخص مشكلتي بأنني أعاني من الخوف والارتباك والرهبة في الأمور العملية والتطبيقية مثل امتحان قيادة السيارة وامتحانات الحاسوب والتجارب وغيرها من الأمور العملية، وعلى العكس تماماً من الأمور التحريرية والنظرية فأكون متفوقاً بها، مع العلم أن لدي الرغبة والتصميم الكامل على الإبداع والمحاولة إلا أن الفشل يلاحقني مما تسبب لي ذلك بمشاكل كثيرة في حياتي العملية والاجتماعية.

أرجو دراسة حالتي والإجابة عليها ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا النوع من الارتباك وهذا الخوف الذي ينتابك في الأمور التطبيقية والعملية، هو نوع بسيط جدّاً من رهاب القلق الاجتماعي، نسميه برهاب القلق الاجتماعي، أو في بعض الحالات يسمى برهاب القلق فيما يخص الإنجاز والتطبيق.

أولاً: تأكد أن حالتك بسيطة، وأن مردها هو أن هنالك مواد كيميائية مثل الأدرانيل، تفرز عند مواجهتك لمواقف معينة، مما يؤدي إلى هذه الربكة والرعشة، وربما تسارع في ضربات القلب أيضاً.

ثانياً: لا بد أن تغير من طريقة تفكيرك وتقول مع نفسك: هذه أمور بسيطة يقوم بها الآخرون فلماذا لا أقوم بها أنا، أي أن تحاول أن تقنع نفسك إيجابياً بأنك يمكن أن تطبق العمل الذي تود أن تقوم به.

ثالثاً: عليك بممارسة تمارين الاسترخاء فهي مفيدة جدّاً، خاصة التمارين المتعلقة بالشهيق والزفير، وهي أن تستلقي في مكان هادئ وتفتح فمك قليلاً ثم تغمض عينيك، ثم تأخذ هواء عميقاً -وهذا هو الزفير- ويجب أن يكون ببطء، ثم بعد ذلك أمسك الهواء قليلاً في صدرك، ثم أخرج الهواء بنفس العمق والقوة والبطء -وهذا هو الزفير-.

كرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في اليوم، كما عليك أن تكرره حين تكون مقدماً على فعل أي شيء، يمكنك أن تقوم به وأنت جالس أو حتى وأنت سائر، وهو إن شاء الله سوف يخفف لك هذه المخاوف التي تنتابك، والتي تقلل من قدرتك على الإنجاز، بالرغم من مقدراتك الكبيرة والواضحة في الأمور النظرية.

الشق الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، وأنت إن شاء الله سوف تستفيد من الأدوية المضادة للقلق والمخاوف، هنالك دواء يعرف باسم فلونكسول، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم في الصباح، وذلك لمدة شهرين.

كما أنه يوجد دواء آخر يعرف باسم زولفت، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، ثم بعد ذلك خذ حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عنه، هذا إن شاء الله من الأدوية الجيدة والممتازة والتي سوف تقلل هذا الارتباك الذي يصيبك.

تأكد أن الحالة حالة بسيطة، وهي مجرد مخاوف مرتبطة بالتطبيق العملي والإنجاز.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً