الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الشعور بالإحباط وضعف الهمة والثقة بالنفس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، أشعر بأني عاجزة عن القيام بأي عمل، إذ أن ثقتي بنفسي ضعيفة، همّتي وإقبالي على الحياة ضعيفان كذلك على الرغم أن لدي أهدافاً وأحلاماً كثيرة، أريد السعي لتحقيقها إلا أنه في ثبور شديد، وقتي ميت، لا يوجد لدي حافز يدفعني للأمام.

أنا قليلة الاحتكاك بالآخرين، ولا أحسن التصرف جيداً، خاصة أني فقدت عملي الذي كان عملاً أقوم به في المنزل، ربما بسبب عدم خبرتي بالتصرف مع الآخرين، أشعر بالإحباط الشديد لأني أريد أن أكون فعّالة في المجتمع وألا أكون زائدة فيه، لا أعرف ما أفعل؟

أيامي تمضي دون جدوى، أرجو مساعدتي، فأنا محبطة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Sss حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن أسوأ الأشياء التي تؤثر على الإنسان نفسياً هو اعتقاده السلبي عن ذاته، إذن هذا نقطة الارتكاز ونقطة البداية، فلابد أن تعرفي أن لديك إمكانيات ولديك مقدرات، لابد من الاستفادة منها، أنت -الحمد لله- في مقتبل العمر، وأمامك إن شاء الله أشياء كثيرة من أجل الاهتمام بها.

أولاً: على الإنسان أن يرى ماذا يجب أن يؤديه من دور على نطاق الأسرة وعلى نطاق المجتمع، وبالنسبة لنفسه وللآخرين، أرجو أن تضعي برامج يومية مهما كانت بسيطة، قولي من خلال هذه البرامج اليومية: سوف أقوم بكذا وكذا وكذا، هناك شيء من العمل في المنزل، زيارات، قراءة، مع ضرورة الالتزام بتطبيق هذا الجدول الزمني، يجب أن تكوني ملتزمة التزاماً قاطعاً في ذلك مع نفسك.

اتركي الأفكار وأحلام اليقظة، وارجعي إلى التطبيق، ابدئي ببرامج بسيطة في حدود ما هو ممكن، هذا إن شاء الله يعطيك الدافعية، ويعطيك الأمل، ويخرجكِ من دائرة الكسل والإحباط والحواجز النفسية.

ثانياً: يجب ألا تقولي: أنا لا أحسن التصرف، كيف عرفتِ ذلك؟! لا يوجد مقياس للتصرف حتى نقول إننا نحسنه أو لا نحسنه، التصرف في حد ذاته أمر مكتسب وغريزي في نفس الوقت، يتطور حسب الظرف والمكان والزمان، إذن لا تقولي: أنا لا أحسن التصرف، هذا أرى فيه عدم تقدير للنفس بصورة إيجابية، وهذا يؤدي إلى كثير من السلبية.

لابد لك من الاحتكاك والتواصل مع الآخرين، ابدئي في نطاق الأسرة، زوري أرحامك، تحدثي إلى أهلك، إذا كانت هنالك أي من الجمعيات النسوية أرجو الانضمام إليها، حلقات المذاكرة، حلقات الدروس، حلقات التلاوة؛ كلها نوع من التواصل الذي يشعر الإنسان فيه بقيمته، ويكون هنالك نوع من التعليم والتعلم المتبادل.

أنت -إن شاء الله- لك الكثير من الإيجابيات، ولكن لم تُقدِّريها بصورة جيدة، فأرجو اتباع هذه الإرشادات.

الذي أود أن أضيفه أيضاً، أن الإنسان الذي يشعر بالإحباط بصفة دائمة ربما يكون هنالك نوع من الاكتئاب النفسي الداخلي جعله يكون محبطاً وغير وفعّال، ولذا رُئي أن استعمال بعض الأدوية يساعد كثيراً في تغيير هذا الشعور إن شاء الله ويزيل من الاكتئاب إن كان موجوداً.

هنالك دواء بسيط يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوليه بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الجرعة هي 20 مليجرام، تناولي هذه الكبسولة الواحدة في اليوم بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عنها.
أرى أنك إن شاء الله بخير، فعليك بالمزيد من الثقة بنفسك، وأرجو ألا تحقري من قيمتك، وأرجو أن تغيري من هذا التفكير السلبي.


وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً