الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيادة الشراهة للطعام.. المشكلة والعلاج

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

مشكلتي أنني منذ صغري وأنا أعاني من وساوس الزيادة في الوزن؛ فكنت دائماً أحاول أن أتبع حمية معينة فأخفق، ثم أحاول من جديد وأحرم نفسي ولكن بدون جدوى! إلا أن شهيتي بدأت تزداد كلما اتبعت حمية.

وجدت نفسي في مأزق؛ وهو أنني آكل كثيراً بل أسرف في الطعام، وآكل كل ما أجده وأبتلعه بسرعة، حتى تمتلئ معدتي إلى آخر نفس، وحينئذ أقول لنفسي: هذه آخر مرة ولن أكررها، ولكن أكررها مرة ثانية وثالثة ورابعة!

في اليوم التالي أو الذي يليه أفعل جميع الطرق؛ لأتخلص من هذا المرض، فأنجح لأيام معدودة يمكن أن تصل حتى إلى 3 أسابيع، لكن أكررها بعد ذلك! هذا المرض يدعى بالفرنسية: (La boulimie).

الشيء الذي يؤلمني ويحطمني أكثر، هو غضب الله علي ومعصيتي له؛ لأني أسرف في الطعام وأحطم صحتي، حيث إنني بعد أكل تلك الكمية من الطعام، أصبح وبطني يؤلمني، علماً بأن هذه الحالة تصيبني أكثر في المساء.

أفيدوني جزاكم الله خيراً، وأرجو أن تجيبوني مباشرة وأن لا تحيلوني إلى استشارة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلابد أنك قرأت عن مرض البوليميا Bulimia فأنت تعرفينه، وتدركين أنك لا تملكين الإرادة للتوقف عن التهام الطعام، وفي أوقات أخرى تلومين نفسك على هذا الالتهام وتعودين للكرة بعد الأخرى، بالإضافة إلى اهتمامك أن لا يزيد وزنك.

كما تعلمين أن هنالك عوامل نفسية لهذا المرض، ويحتاج الإنسان أحياناً لمراجعة الطبيب النفسي لمعالجة هذه الحالة والتخلص منها، وعادة ما تكون هذه المشكلة ردة فعل لاكتئاب أو توتر، أو إجهاد نفسي، أو لشكل الجسم، وفي كثير من الأحيان يكون الوزن والشكل طبيعيين، وتترافق فترات التهام الطعام زيادة في الوزن.

أما علاج هذه الحالة فيكون بالأدوية المضادة للاكتئاب مثل Prozac 20MG حبة كل يوم، وهناك أدوية أخرى من نفس المجموعة، أو مجموعة أخرى لها نفس الفاعلية.

الشيء الجيد حول هذا المرض أنه يمكن التحكم به والعودة للوضع الطبيعي، وتقبل المريض للوضع النفسي والجسماني الذي هو عليه، فعليك بمراجعة إما الطبيب النفسي، أو الطبيب الباطني الذي سيحدثك عن المرض ويصف لك الدواء ويتابع الحالة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً