الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية إخبار الطفل بطلاق أمه؟

السؤال

السلام عليكم..

حين بلغ عمر ابني سنة انفصلت عن زوجتي، وبعد أن حدث الانفصال بقي الولد معي، ومنذ ذلك الحين يعيش ابني معي ومع والدي وأختي، وقد أحطناه بكامل الحنان والعطف والاهتمام، حتى أنه اعتاد مناداة جدته بيا أمي؛ لأنه سمعها منا، وهو لا يعرف عن الانفصال شيئاً، وهو الآن في الخامسة من عمره.

علماً بأن والدته لم تسأل عنه، ولا أهلها كذلك طيلة هذه السنوات، وجدير بالذكر أنني لم أتزوج إلى الآن.

سؤالي: متى يجب علي إخباره بالحقيقة وفي أي وقت؟ وما هي الطريقة المثلى لذلك بحيث لا تؤثر عليه سلبا؟

أرجو بيان ذلك ولكم مني جزيل الشكر والاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Zanyar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فقد تملّكني العجب من أم لا تسأل عن طفلها طوال هذه المدة، وأسعدني حرصك على إشباعه عاطفياً وإحاطته بالحب والاهتمام، وشكراً لك على اهتمامك والسؤال، ومرحباً بك بين آبائك والإخوان.

وقد لا تكون المشكلة كبيرة بالنسبة لهذا الطفل، لإن أمه لم تسأل عنه ولم تمنحه أمومتها وحنانها، فلا تستعجلوا بإخباره وتدرجوا في وضع الحقيقة أمامه، ومن الخير أن يعرفها منكم قبل أن يسمعها من غيركم، فإن سألكم فأجيبوه، ولست أدري ما هو سبب الفراق، وهل هناك أمل في لم الشمل والوفاق؟ وهل زوجتك من نفس المكان، أم هي من بلد آخر؟ وما هي أسباب الطلاق؟ وهل تزوجت بعد طلاقها، أم لا زالت في الانتظار؟ وأرجو أن يكون في هذه الأسئلة عون لك على النظرة الشاملة للموضوع.

ولا شك أن الوقت المناسب لإخباره هي لحظة وصوله إلى وعي وفهم يؤهله لاستيعاب هذه الأشياء، ولا أظن أن الأثر سوف يكون عليه كبيراً؛ لأن والدته قصرت في حقه، ووفاء الطفل إنما يكون لمن أحسن إليه ووهبه الأمن والعطف والحنان.

وأرجو أن تحسنوا تربيته وتغرسوا في نفسه شجرة العقيدة، وتعلموه الطريق إلى المسجد والقرآن، وإذا عرف والدته ورغب في زيارتها فيسروا له ذلك، فإنها تظل أمّا له رغم قسوتها وتقصيرها، ولا يخفى على أي طفل في المدرسة أن بعض الزملاء فقدوا آبائهم أو ماتت أمهاتهم، وأن البعض الآخر حصل خلاف بين أبويه ثم كانت النتيجة الفراق.

فلا تعطوا الموضوع أكبر من حجمه، واحرصوا على مواصلة الاهتمام به، فإن ذلك سوف ينسيه المسألة من أولها؛ لأنه ترك أمه وهو صغير جداً، كما أن الجدة أمٌ وقد يفوق حنانها عطف الأم.

ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يبارك الأعمال.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً