الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الألفة والمحبة بين الزوجين

السؤال

السلام عليكم

أنا حديث عهد بالزواج، أريد منكم أن تدلوني على أسباب الألفة والمحبة بين الزوجين.

جزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن خير ما تصلح به البيوت هو طاعتنا لصاحب العظمة والجبروت، قال تعالى: ((وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ))[الأنبياء:90] والإنسان يرى أثر عصيانه لله في زوجته ودابته وفأرة بيته، والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، قال تعالى: ((لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))[الأنفال:63].

والحياة الزوجية عندنا مودة ورحمة ولباس وسكن وطمأنينة، وراحة، وواجبات وحقوق، وإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وهي عهد وميثاق غليظ، وهي كذلك صبر على الأذى، واحتمال للجفا، وهي تراضي وتفاهم وتنازلات وحب، قال أبو الدرداء لزوجته: (إذا غضبت فرضني وإذا غضبت رضيتك وإلا لم نصطحب).

وإذا كان بعضهم قد قال الحياة الزوجية مثل المرآة، فإننا نقول هذا فيه ظلمٌ للحياة الزوجية عندنا معشر المسلمين؛ وذلك لأن المرآة تعكس الصورة، فإذا قابل الإنسان المرآة بوجه عابس ردت عليه بذات العبوس، ولكن الحياة الزوجية الناجحة هي التي تحول العبوس إلى ابتسام وإلى أفراح، ولذلك قال سبحانه: ((لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا))[الأعراف:189] ولم يقل ليسكن معها، والإنسان لا يستريح إلا لأصله، والله خلقنا من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها.

وقد أسعدني سؤالك هذا، ونسأل الله أن يؤلف بين قلوبكم، وأن يكتب لكم السعادة والتوفيق، ومما يعينكم بعد توفيق الله على السعادة والألفة ما يلي:

1- اللجوء إلى من يجيب من دعاه.

2- فهم نفسيات الطرف الآخر، وحصر الأشياء التي تضايقه لتفاديها والتي تسعده ليأتي بها.

3- التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه مع أهله، وتتأس الزوجة بالصحابيات والصالحات.

4- احتمال الأذى والتسلح بالصبر.

5- تذكر الإيجابيات قبل النظر في السلبيات.

6- الواقعية في الطلبات والصفات وعدم طلب المثاليات والكماليات فكلنا بشر نصيب ونخطئ.

7- إظهار مشاعر الود والمحبة فإننا لا نستفيد من المشاعر المكبوتة حتى لو كانت طيبة.

8- الاشتراك في أداء النوافل والطاعات والتعاون على البر والتقوى.

9- حصر الخلافات واختيار الأوقات المناسبة لحلها.

10- الاحترام المتبادل لأسرة كلٍ من الزوجين.

11- الاهتمام بالتزين.

12- انتقاء الألفاظ والاهتمام باللمسات الحانية.

13- تقديم الهدايا وتبادل المشاعر الطيبة.

14- اهتمام الزوجة بتقدير زوجها، واهتمام الزوج بحماية زوجته والغيرة عليها وتأمينها.

15- تحديد أوقات خاصة للجلسات وتبادل الآمال وبت الآلام .

16- المشاركة المعنوية.

17- تقوى الله وطاعته والإكثار من ذكره وشكره.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً