الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المنهج الطبيعي لعلاج أخطاء الأطفال

السؤال

ما هي الطريقة الطبية والعلمية التي من خلالها تعالج أخطاء الأطفال؟ هل الضرب طريقة علمية؟ وهل عادة شرب الشاي مع الفطور عادة صحية؟ ما هو بديل الشاي مع الفطور؟
وكيف نمنع الطفل من عادة مصّ إصبعه بالطريقة العلمية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ف-إ-ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المنهج الطبيعي لعلاج أخطاء الأطفال هي:

أولاً ألا ننتقد الطفل انتقاداً شديداً، وبالطبع تلعب المرحلة العمرية دوراً أساسيّاً في نوعية التوجه والعلاج السلوكي، ولكن المبدأ العام هو ألا ننتقد الطفل كثيراً، وأن نتجاهل الأخطاء البسيطة، وأن نوجه الطفل بأن هذا خطأ، ويكون هذا التوجيه بعتاب بسيط وبكلام رقيق وطيب، ويجب أن نجعله ملمّاً بالشيء الصحيح..

أيضاً لا أنتقد فقط الطفل أو لا أوجهه أو لا أمنعه من الخطأ دون أن نعلمه ما هو صحيح فقط ولابد أن أكون قدوة له، لا بد أن أطبق العمل الصحيح حتى يقلدني الطفل بما أقوم به.

المنهج الثاني - بجانب منهج التجاهل، والتجاهل علم من العلوم السلوكية المعتبرة جدّاً – هو التحفيز؛ لا بد أن نحفز أطفالنا على أي عمل إيجابي يقومون به..

نحن حين يرتكب الطفل خطئاً ننسى كل إيجابياته.. صدقيني أنه في وسط هذه الأخطاء إذا تذكرت إيجابية واحدة للطفل وذكَّرته بها ثم قمت باحتضانه وتقبيله ثم كلمة طيبة وهدية بسيطة أعطيت له، هذا منهج تربوي فعّال جدّاً ويقوي من ثقة الطفل في نفسه ويقوي من شخصيته.

أما بالنسبة للأخطاء الجسيمة والأخطاء الكبيرة فلا بد أن ينهى الطفل عنها، أنا لست من أنصار الضرب، خاصة الضرب مع الغضب؛ لأن الضرب مع الغضب يعتبر عقاباً ويعتبر انتقاماً ولا يعتبر شيئاً تربويّاً.. لا مانع من الضرب البسيط الرقيق ويجب ألا يكون في نفس لحظة الخطأ.. بعد وقت من الزمن أقول للطفل: تعالى هنا، أنت ارتكبت خطأً وقمت بكذا وكذا ولذا أنا سوف أضربك هذه الثلاث ضربات.. هذه رسالة طيبة.

نحن نفضل على أسلوب الضرب نقوم بحجز الطفل في غرفة لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة ونخطره بأننا سوف نقوم بحجزه في هذه الغرفة – أو في هذا المكان – وعليه ألا يتحرك نسبة لأنه قام بفعل شيء غير مقبول.. هذه وسيلة علاجية ممتازة جدّاً.

بالنسبة لتحفيز الأطفال الصغار يمكن أن يتم عن طريق أن نضع النجوم في غرفتهم، حين يقوم الطفل بأي عمل إيجابي يعطى عددا من النجوم، وحين يقوم بارتكاب خطأ تسحب منه النجوم ويخطر بذلك، ويكون هنالك نوع من العقد أو الكنترات معه أنه في نهاية الأسبوع سوف يستبدل عدد النجوم بهدية بسيطة معينة يتم التوافق عليها.. هذه الطريقة السلوكية التشجيعية هي من الطرق الفعّالة جدّاً.

هنالك جوانب تربوية مهمة جدّاً في الأطفال يجب أن نعرفها، أن الطفل يتعلم من الطفل أكثر مما يتعلم من الكبار، لذا يجب أن نتخير الرفقة الطيبة لأطفالنا..

هنالك ما يعرف بـ(ضغط الزمالة)، وضغط الزمالة هو الطقوس والقيم التي يحملها الأطفال فيما بينهم، الطفل يتأثر بها أكثر وتسبب ضغطاً كبيراً بالنسبة له إذا لم يطاوعها، لذا لا بد أن نراعي ذلك، وهي تعتبر من الوسائل التربوية التي قد تؤثر سلباً أو إيجاباً على الطفل.

لا بد أيضاً أن نلتزم بما أتى من تعاليم إسلامية جميلة في خصوص معاملة الأطفال وتربيتهم والتفريق بينهم في المضاجع ... وهكذا.. هذه أمور أيضاً تعتبر من الأشياء الجيدة والممتازة والتي تفيد الطفل كثيراً.

لابد للطفل أيضاً أن يشارك في قرارات الأسرة، فالطفل منذ ست أو سبع سنوات يمكن أن يشارك في قرارات الأسرة.. الأم يمكن أن تقول لابنتها: ما رأيك اليوم في طبخ وجبة الغذاء، أي نوع من الطعام تعتقدي يمكن أن نحضره... وهكذا.. هذه مشاركة عظيمة في قرارات الأسرة.

وكذلك الوالد يشاوره والده أين نذهب المساء؟ ما رأيك نذهب ونزور عمك...

وهكذا.. هذه تبني شخصيته وتعطيه اعتباراً كبيراً وتقلل من أخطائه.

الشيء الآخر: المتابعة في المدرسة ومع المدرسين، تعتبر أيضاً أمراً مهماً جدّاً.

من أخطاء التربية التي يرتكبها بعض الآباء هي أن يوجه ابنه إلى شيء خطأ، أن يقول له: قل إذا سأل عني أحد أني نائم.. هذا تعويد على أمر غير مقبول وهو الكذب.. إذن لا بد أن نتجنب هذه الأشياء.

إذا أتى الطفل فزعاً من معاملة سيئة أو كلمة قبيحة سمعها من أحد لا بد أن نطمئنه ونطلعه أن معرفة السيئ جيد حتى يتجنبه الإنسان.. هذه أيضاً من المبادئ التربوية التي نراها مفيدة.

لا بد أيضاً ألا نفرق بين الأطفال، هذا شيء ضروري، لا بد أن يكون هنالك توازن ليست شدة وليست قسوة وليست دلالاً، إنما هي موازنة.

الطفل لابد أن ينشأ بأن يقوم بالأمور الحياتية اليومية البسيطة، منذ الصغر:

كيفية تنظيف أسنانه، كيفية ترتيب ملابسه، وكيفية معرفة قيمة الأشياء، قيمة الأشياء في الحياة، لابد أن يعرفها لابد أن يعرف كيف يحترم الكبير ويوقره.. هذه بديهية ولكن لابد أن ننشِّئها في الأطفال.

نحن نحب أطفالنا كأمر جبلي وغريزي، ولكن أطفالنا لا يحبوننا كأمر غريزي، ولكن إذا أردنا أن نحببهم لأنفسنا لابد أن نشعرهم بمحبتنا لهم، وهذا يجنبهم الأخطاء التربوية.

بالنسبة للشق الثاني – شرب الشاي مع الفطور – لا أعتقد أنها عادة منهية أو لا نستطيع أن نقول أنها عادة ليست صحيحة، الشاي يحتوي على مادة الكافيين، والكافيين يعتبر مادة منشطة، وكثير من الناس أعرف أنهم يتناولون الشاي مع الفطور.. هي عادة مكتسبة إذا أراد أن يتواصل الإنسان عليها لا بأس، وإذا أراد ألا يواصل عليها أيضاً لا بأس به.

لا أرى أن هنالك ضرورة من بديل، الأمور هذه يتحكم فيها الطابع الاجتماعي وما هو مقبول في مجتمع ما.. إذن لا تعتبر هذه علة أبداً.

بالنسبة لمنع الطفل من عادة مص أصابعه بالطريقة العلمية:

أولاً - من الأشياء الضرورية – ألا ننه الطفل بصورة حادة، إذا كان يمص أصابعه أمام والديه يمكن أن يطلب منه أن يقوم بعمل يضطر فيه أن يستعمل يديه، وهذا بالطبع يجعله ينزع يده من فمه، ثم بعد ذلك نقم بتذكيره: أنك كنت تمص إصبعك وأنا طلبت منك أن تقوم بفعل كذا وكذا حتى لا تقوم بمص إصبعك..

إذن هذا نوع من فك الارتباط الشرطي، يجب أن يكرر ذلك، ويجب أن ينصح الطفل ويوجه أن مص الأصبع ليست عادة جيدة، هذا الأصبع نستعمله للتسبيح في الصلاة، يجب ألا نمصه... وهكذا.

أما إذا كانت العادة في طفل صغير، فإذا تم تجاهله فسوف تختفي.. كثير من الأطفال يلجأ لذلك كنوع من الطقوس التي ينام بها على سبيل المثال.. هذه إن شاء الله سوف تختفي..

هذه العادة تبدأ عند بعض الأطفال نتيجة لالتهابات بسيطة في الأسنان أو في اللثة، هذه يجب أن تلاحظ أيضاً، إذا كانت هنالك نوع من الالتهابات أو شيء من هذا القبيل يجب أن يعالج الطفل.

يلجأ البعض إلى وضع شيء حامض أو ليس حسن المذاق على إصبع الطفل.. وهذه الطريقة لا أؤيدها كثيراً، ولكن أفادني البعض أنها جيدة، ولكني لا أراها طريقة مثالية، الطريقة المثالية هي أن نتجاهل الأمر، أن نوجه الطفل للقيام بنشاط آخر يضطر فيه لاستعمال إصبعه، وبالتأكيد التوجيه العام والتحفيز والترغيب للطفل سوف يجعله إن شاء الله يتخلى عن هذه العادة.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً