الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحاول المحافظة على الصلاة فلا أستطيع وأتركها كثيراً .. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله كل خير على هذا المجهود الرائع.
أنا فتاة في الرابعة عشرة، أشكو من عدم الصلاة بالرغم من أنني أدرك وأعرف جيداً مدى أهميتها وتأثيرها على حياتي، وحسابي يوم القيامة، وأيضاً أتأمل وأفكر كثيراً، أعترف بخطئي، وألوم نفسي، ولكني أتجاهل الأمر، ولو جاء يوم واستطعت أن أصلي فروضي لصليت يوماً وأمضيت باقي الأيام بغير صلاة، مع العلم أني أخاف الله، وأسرتي متدينة والحمد لله، فماذا أفعل؟
جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدتني معرفتك بأهمية الصلاة، واعترافك بآثارها وثمارها في الدنيا والآخرة، وأحزنني حرمانك نفسك من الخير، وتعريضك لها للأخطار، ولغضب العظيم الجبار، وأرجو أن تنتبهي لنفسك قبل حلول الآجال، واعلمي أن الموت لا يترك صغيرة لصغرها، وقد أحسن من قال: وكيف لا تسجد الفتاة لله وهي تعيش في أرضه وتأكل من رزقه، وكيف لا تركع لله وهو من وهبها الله السمع والبصر، ومتعها بالعافية؟ أما علمت أنه سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه سبحانه يغضب ممن يجاهر بعصيانه، فكيف إذا كانت المعصية هي ترك الصلاة التي قال عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).
وأرجو أن تعلمي أنه لا فائدة من الاعتراف بالخطأ إذا كان الخطأ مستمراً، ولا ثمرة للوم النفس إذا لم تصححي المسار، وتتوبي إلى الغفار، وتندمي على ما حصل من التقصير والإهمال قبل حصول الندامة بانتهاء الآجال، والوقوف بين يدي الكبير المتعال.
ومما يعينك على تصحيح الوضع ما يلي:
1- اللجوء إلى من بيده الهداية والتوفيق.

2- اتخاذ صديقات صالحات مصليات.

3- البعد عن المعاصي والذنوب.

4- غض البصر وعدم الجلوس أمام شاشات الشر.

5- إعطاء الجسم حظه من الراحة وحقه من النوم.

6- بر الوالدين وطلب الدعاء منهما والمساعدة والتشجيع.

7- تذكر الموت، والقبر وظلمته، والصراط وحدته، والوقوف بين يدي الله.
ولست أدري كيف تركك أهلك وأنت ترتكبين هذه المخالفة العظيمة؟! فاتقي الله في نفسك وعودي إلى صوابك.
ونسأل الله أن يلهمك السداد وأن يتوب عليك قبل الممات.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً