الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي ترفض أن أعطي والدي من مالي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


منذ أن توظفت وأنا أعطي والدتي مبلغاً من المال شهرياً، وهذا غير شراء ما تحتاجه وما لا تحتاجه من ضروريات وكماليات.

المشكلة أنها لا تريدني أن أعطي والدي أي مبلغ من المال، وإن طلب شيئاً تؤمنني بألا أعطيه، وأقول له: إنه لا يوجد لدي مال، مع علمها بقدرتي على إعطائه ما يريد، حيث إن أبي عليه ديون كثيرة، وكثيراً ما يحتاج إلى المال، وهو لا علم لديه بأني أعطي أمي، ولا يعلم أيضاً بمقدار راتبي بناء على طلب والدتي.

أفيدوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً، حيث أني على هذا الوضع منذ مدة (4) سنوات، وأيضاً عندي مشكلة أخرى مع والدتي، سأرسلها بعد ردكم إن شاء الله؛ لأن وقتي لا يسمح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ن ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يوسع رزقك وأن يزيدك براً بوالدك وشفقة عليهما وإحساناً إليهما.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فلقد سعدت جداً بهذه الروح الطيبة التي أكرمك الله بها، ألا وهي حرصك على نفع والديك وتلبية حاجتهما والشعور بهما بهذه الصورة المشرفة، ولا أملك بداية إلا أن أدعو الله لك بدوام التوفيق والخلف العاجل والسعادة التامة في الدارين.

وأما بخصوص والدك فأنصح أن تعطيه دون أنت تخبري أمك بذلك، ولا حرج إن سئلت أن تستخدمي معها أسلوب التعريض حتى تخرجي من سؤالها؛ لأنه ليس من حقها شرعاً أن تمنعك من بر والدك والإحسان إليه حتى ولو كان سيئاً معها؛ لأنك مطالبة ببره والإحسان إليه كما تفعلين معها، وليس من حق أحدهما منعك من مساعدة الآخر، فحاولي أن تهربي من أسئلتها بشيء من الحكمة ولو أن تقولي لها: ما أعطيته شيئاً، وتقصدين الآن مثلاً، وهكذا، وأبشرك بأن ما تقدمينه لهما من بر وسعادة ستحصدين ثمرته في الدنيا والآخرة، وأن رضاها عنك من أعظم أسباب رضا الله عنك، فلا تتوقفي عن مساعدتهم ما دمت قادرة على ذلك حتى وإن أساءوا إليك لا قدر الله.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق وصلاح الحال في الدنيا والآخرة.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً