الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الفرق بين مضادات الاكتئاب القديمة والحديثة؟

السؤال

السلام عليكم.

ما هو الفرق بين مضادات الاكتئاب القديمة ( ثلاثية الحلقات ) ومضادات الاكتئاب الحديثة ( مثبطات امتصاص السيرتونين )؟ هل لها نفس التأثير والفعالية؟ وأنا قد سمعت من أحد الأطباء النفسيين قد ذكر أن مضادات الاكتئاب التقليدية القديمة تتفوق على الحديثة، وأن هناك دراسات أثبتت ذلك، لكن لم تؤكد بشكل تام .. فما رأيك يا دكتور محمد؟

سؤالي الثاني: عن حبة الدواء، هل يؤثر عليها الطعام؟ وهل تقل فعاليتها إذا أخذت قبل الأكل أم بعده؟ ومتى يفضل أخذها؟ أم هذا يفرق من دواء لآخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الصارم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأول مضاد لعلاج الاكتئاب ثلاثي الحلقات اكتشف هو العقار الذي يعرف باسم إمبرمين، واسمه التجاري هو تفرانيل، وقد اكتشف فعاليته البروفسور (كُن) في أمريكا عام 1958م، ويعتبر هو من الأدوية الفعالية جداً، ثم بعد ذلك بالطبع تمت اكتشافات كثيرة جداً لهذه الأدوية، ومعظمها من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، علماً بأنه هنالك مضادات للاكتئاب ثنائية الحلقات، وهنالك مضادات للاكتئاب رباعية الحلقات، وهنالك أيضاً مضاد أو مضادين للاكتئاب أحادية الحلقات، وبعد ذلك ظهرت المضادات الأخرى للاكتئاب، والتي تعمل على مادة السيروتينين، وكذلك على مادة النورأدرانلين، علماً بأن المضادات القديمة ثلاثية الحلقات أيضاً تعمل على مادة النورأدرانلين، ومادة السيروتينين، ولكن بصورة أقل دقة وأقل تخصصية.

وفي الآونة الأخيرة أيضاً ظهرت مضادات أخرى للاكتئاب تعمل بجانب العمل على مادة السيروتينين، تعمل أيضاً على مادة الدوبامين، وهنالك الآن ما يعرف الموصلات العصبية من نوع ( سجما1 ) والمادة ( ب )، كلها الآن اتضح أنها لها دخل بمرض الاكتئاب، وقد تسببه إذا حصل أي نوعٍ من عدم الانتظام في إفرازها.

الفرق بين هذه المضادات القديمة والجديدة، ليس فرقاً كبيراً، ومن ناحية الفعالية هي تعتبر متساوية ومتوازية تماماً، حسب الأبحاث الطبية، ولا نستطيع أن نقول: إن مضادات الاكتئاب التقليدية القديمة هي أفضل من المضادات الجديدة، ولكن هنالك فوارق في الأشخاص، هنالك أشخاص يستجيبون للمضادات القديمة بصورة أفضل، والعكس تماماً.

إذن: الفوارق موجودة، ولكن بصفة عامة، الأبحاث العلمية لا ترجح أي مضاد للاكتئاب على مضاد آخر.

يقال: إن دواء إيفكسر -وهو من المضادات الجديدة، ويعمل على السيروتينين، وكذلك على النورأدرانلين- ربما يكون متفوقاً نسبياً على المضادات من شاكلته، وكذلك مضادات الاكتئاب القديمة.

هنالك بعض الأطباء لا زالت قناعاتهم بالأدوية القديمة أكثر، وذلك نسبةً لاطلاعهم الأكثر عليها، لمعرفتهم بكل تفاصيلها، وهذه الأدوية القديمة بالرغم من أنها تسبب آثار جانبية كثيرة، مثل الشعور بالجفاف في الفم، الإمساك، كما أنها ليست سليمة إذا تناول المريض منها جرعةٍ كبيرة، وهذا فرق مهم جداً بينها وبين الأدوية الجديدة، حيث إن الأدوية الجديدة كلها سليمة إذا أخذها المريض بجرعة زائدة، خاصةً بعض المرضى الذي يحاولون الانتحار.

الأدوية القديمة تؤثر على القلب إذا أخذت بجرعات كبيرة، أما الأدوية الجديدة التي تعمل على السيروتينين والنورأدرانلين، فهي لا تؤثر سلباً على القلب، وهذا فرق مهم جداً.

الأدوية القديمة يعتقد أنها ذات تأثير على الأداء الجنسي أقل من الأدوية الجديدة، كما أن الأدوية القديمة ثلاثية الحلقات لا تؤدي إلى زيادة في الوزن، مثل ما يحدث مع بعض الأدوية الجديدة.

إذن: أخي! خلاصة الأمر: أن الأدوية القديمة لا زال لديها استعمالاتها، ولكن في نطاق ضيق جداً، ولكن لا نستطيع أن نقول: إنها أفضل من الأدوية الجديدة.

الأدوية الجديدة لا شك أنها تتميز بالسلامة، وتتميز بقلة الآثار الجانبية، وتتميز أيضاً أنها في معظمها يمكن أن يتناولها المريض كجرعة واحدة، ولكن بالطبع لها عيوبها، فهي مكلفة، والشيء الثاني هي أيضاً لها بعض الآثار الجانبية، خاصةً زيادة الوزن، وربما التأثير الجنسي السلبي في بعض الحالات.

بالنسبة لسؤالك الثاني، وهو أثر الطعام على امتصاص الدواء، هنالك بعض الأدوية يفضل أن يتناولها الإنسان قبل تناول الأكل؛ لأن ذلك يحسن من امتصاصها، ولكن بصفة عامة بالنسبة لمضادات الاكتئاب، يفضل أن يتناولها الإنسان بعد الأكل؛ لأن الطعام لا يؤثر كثيراً على امتصاصها، والشيء الآخر: أن هذه الأدوية في بعض الأحيان تؤدي إلى صعوبات بسيطة في الهضم، وربما تؤثر على الإنسان وتزيد الأحماض، مما يسبب بعض الألم لبعض الناس خاصةً في بداية العلاج، ولذا ننصح بتناولها بعد تناول الأكل؛ لأن ذلك يقلل كثيراً من فُرص أن يشعر الإنسان بعسر في الهضم أو آلام في المعدة، عموماً الطعام لا يقلل من فعالية الأدوية، ربما يؤخر من امتصاصها قليلاً.

بصفة عامة كما ذكرت لك، الأدوية النفسية في معظمها يفضل أن يتناولها الإنسان بعد تناول الطعام.

هنالك بعض الأدوية التي يستعملها بعض الناس لعلاج حموضة المعدة، هذه الأدوية ربما تؤخر من امتصاص الأدوية الأخرى، وربما تؤخر أيضاً من فعاليتها بعض الشيء، لذا ننصح الذين يتناولون الأدوية المعالجة لزيادة الأحماض في المعدة أن يباعدوا بينها وبين تناول الأدوية الأخرى.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، والصحة والعافية.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً