الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الإحساس المستمر بوجود ماء في الأنف وكيفية علاجه

السؤال

منذ أكثر من 14 عاماً وأنا أشعر بأن هناك ماء داخل الأذن، وقد ذهبت للكشف كثيراً وأخذت علاجا للأذن وللجيوب الأنفية دون جدوى، وقمت بعمل مقياس سمع وكان طبيعياً، وإلى الآن أشعر بنفس الشعور الذي يشعره من دخل ماء في أذنيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مصطفى محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

منذ سن 13 سنة وأنت تشتكي من وجود سائل أو ماء داخل أذنك، وذكرت أنك أخذت علاجاً للأذن والجيوب الأنفية ولم يجدِ نفعاً، بدليل أنك حتى الآن وبعد 14 سنة تعاني من نفس الشكوى.

أغلب الظن أن شكواك ومعاناتك المزمنة من التهابات الجيوب الأنفية قد أدت إلى انسداد بالأنف وبالتالي إلى انسداد مزمن بقناة استاكيوس، والتي من وظيفتها معادلة الضغط على جانبي الطبلة، ونتيجة لانسداد قناة استاكيوس يتكون ضغط سلبي داخل الأذن الوسطى مسبباً ترشيح سوائل داخل الأذن، وهي التي تشعر بها مع الحركة أن هناك سائلاً أو ماء داخل الأذن، وهذا الأمر نتأكد منه بالكشف الإكلينيكي على الأذن، وبعمل مقياس لضغط طبلة الأذن وليس مقياس سمع كما ذكرت.

وبداية لعلاج مثل هذه الحالات نبدأ بعلاج السبب، وهو السبب الذي أدى إلى انسداد الأنف وبالتالي إلى انسداد قناة استاكيوس، فلو كان نتيجة اعوجاج بالحاجز الأنفي فبإجراء عملية جراحية لتقويمه، وإذا كان نتيجة وجود لحمية خلف الأنف في البلعوم الأنفي لتغطي فتحة قناة استاكيوس مؤدية إلى انسدادها وخاصة في سن مبكرة؛ فبإجراء عملية جراحية لاستئصالها، وإذا كان نتيجة حساسية بالأنف فبتجنب مهيجات الحساسية من تراب وعطور وبخور وروائح نفاذة مثل المبيدات الحشرية والمنظفات الصناعية، وبتناول حبوب مضادات الهيستامين مثل (الكلاريتين) حبة كل مساء، ولو كان الانسداد نتيجة التهاب مزمن بالجيوب الأنفية -وهو الأغلب في حالتك تلك- فنتعامل معه وفقاً لطبيعته وحدته، إما بالعلاج الطبي في صورة مضاد حيوي مثل (سيبروباى 500 مج) كل 12 ساعة، وغسول قلوي للأنف 3 مرات يومياً، وإما بالعلاج الجراحي، ويفضل استخدام مناظير الجيوب الأنفية والتي تكون نتائجها مبهرة.

والشق الثاني من العلاج هو التعامل مع السائل المترشح والمتجمع في الأذن الوسطى، فنبدأ أولاً بالعلاج الطبي باستخدام أقراص بيسلفون أو أقراص ميوكوسلفان 3 مرات يومياً لمدة شهر لإذابة وتقليل لزوجة هذا السائل المتجمع خلف طبلة الأذن، فإذا كانت النتيجة غير مرضية ولم يحدث تحسن فليس هناك إلا الحل الجراحي بإجراء شق لطبلة الأذن تحت تخدير كلي، وعمل تشفيط للسائل المتجمع بالأذن الوسطى ثم وضع أنبوبة تهوية خلال الشق الجراحي الموجود بالطبلة ليمنع التئامها مؤقتاً حتى يتم تصريف جميع السائل المتجمع خلف الطبلة، والذي بمرور الوقت يتم تصريفه نهائياً، وتقع هذه الأنبوبة وتلتئم الطبلة تلقائياً في أغلب الحالات، أو تستخرج بمعرفة الطبيب إن لم تقع تلقائياً خلال 6 أشهر.

وأخيراً ندعو الله عز وجل أن يمن عليك بالشفاء العاجل؛ فإنه ولي ذلك والقادر عليه..اللهم آمين.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً