الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات وخطوات في الوصول إلى بر الوالدين ونصيحة من يرفع صوته عليهما

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أحترم أبي وأمي وأطيعهما الطاعة التامة، وهما لا يوفران لي شيئاً من مستلزمات الحياة، ولكني أحمد الله على ذلك، ولكن في بعض الأمور إذا لم أطعهما تقوم الدنيا ولا تقعد، وهي أمور خاصة بي جداً، ولا دخل لأي إنسان بها، وهو عملي في نهاية الأمر، وتعبت نفسياً فرفعت صوتي عليهما، وهما لا يحسنان إلي نهائياً، فهل ذلك عقوق؟

والسلام عليكم ورحمة الله.

أرجو الرد سريعاً، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك إلى الاستمرار في احترام والديك، وإياك ورفع الصوت عليهما أو تسفيه رأيهما، ولا تدخل الحزن عليهما، واعلم أنك ومالك لأبيك، وإن تدخلهما في خصوصياتك دليل على أنهما يحبانك، فالتمس لهما الأعذار، واعلم أن سهرهما عليك في صغرك هو غاية الإحسان، كما أنهما السبب لوجودك بعد فضل الرحمن، ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان.

وأرجو أن تتعامل مع والديك بحكمة ولطف، وكن مستمعاً جيداً، وافعل ما يرضي الله، ولكن دون جدال أو خصام، واعلم أن الوالدين دائماً يشعران بأن ابنهما لا يزال صغيراً، وقد يدفعهما الخوف عليه أو الرغبة في إيصال النفع له للوقوع في بعض الأشياء التي قد لا تعجب الأبناء، وذلك لأن لكل جيل همومه، ورغم أنه لم تتضح لنا نوعية الأزمات والخلافات إلا أننا ندعوك للإحسان إلى والديك، والحرص على إدخال السرور عليهما، واعلم أنك ستجد ثمرة ذلك سعة في الرزق، وفلاحاً ونجاحاً في حياتك، فاحرص على التالي:

1- قراءة ومطالعة الأحاديث النبوية في شأن طاعة الوالدين في كتب الترغيب والترهيب، ليستقر في نفسك عظمة هذا الأمر، ويعينك على الصبر.

2- تلقي مقترحاتهما في شئونك الداخلية بسعة صدر وابتسام ثغر.

3- ما لا يعجبك من آرائهما، أو رأيت خلاف كلامهما؛ فحاول إيصال وجهة نظرك إليهما بلطف وهدوء، بعد الاستماع الكامل لرأيهما أولاً.

4- في كل الظروف تذكر أن رفع الصوت وتعبيس الوجه مما يغضب الله تعالى، بل كل فعل منك يحزنهما فإن ذلك يعد خطا أحمر لا ينبغي تجاوزه.

5- اجتهد في الإحسان إليهما، وتعاهدهما بالهدايا من حين لآخر، ولا تنتظر منهما شكراً على إحسانك، ففضلهما أعظم من ذلك.

وأخيراً فأنت كما ذكرت في بداية كلامك تطيعهما طاعة تامة، وتحسن إليهما، ويبدو أن ما حصل منك مؤخراً إنما هو نزغة شيطان وضعف بشري نتيجة ضغط نفسي، فاستغفر الله تعالى، واعتذر من والديك، وتأكد بأنهما ينتظران هذا الاعتذار على أحر من الجمر، كي يبادلاك نفس الشعور، فعاطفة الأبوة تأبى عليهما أن تظل في حزنك بسببهما.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً