الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موافقة الفتاة على خاطبها رغم رفض الأهل له لأنه متزوج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الكرام أرجو إفادتي وإرشادي للحلول!

أنا أدرس وأعمل في غير بلدي، وأنا محافظة على صلواتي ولله الحمد، وكذلك لدي حلقات ذكر أسبوعية بفضل الله.

مشكلتي: أعمل بالفترة الثانية، ومكان العمل محترم، والإدارة ملتزمة، أثناء عملي حصل لبس في موضوع كنت أنا الضحية فيه، بسبب نقل كلام خطأ من إحدى الأخوات - هداها الله - فطلب مديري مقابلتي من أجل الموضوع الذي ظن أنه أنا من تسبب فيه، وكان من أخلاقي والحمد لله أن لا أسيء بما نقل عني، وأثناء ما كان يطلعني على الموضوع لم أستحمل ذلك، فبكيت من مرارة قولهم وغادرت الشركة، وعزمت أن لا أرجع أبداً.

وأغلقت تلفوني - ويعلم الله - أني لم أسئ لأحد في تلك الشركة، ولكن بعد عدة أيام فتحت التلفون فإذا برسائل من المدير يعتذر ويطلب مني العودة، وأنه سيصلح الموضوع، وهم أخطأوا، وسيعاقب من تسبب في ذلك، وكنت محتاجة للعمل حتى أكمل دراستي، ولأننا في غربة أريد مساندة والد فرجعت، وتغيرت معاملته لي بشكل كبير، وهو ملتزم، ويعاملني باحترام كبير، فكنت أقول: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ))[البقرة:216] أي ما حدث قد يكون لفائدة، لكن بعد شهر تقريباً أرسل رسالة بأنه يعزني كثيراً، ويريد أن يتزوجني، ففوجئت! وطلب أن أرد، فقلت: لا أفكر في الزواج، وأنت متزوج ولديك أسرة كريمة، فأنصحك أن لا تتزوج.

مرت فترة كنت أحاول أن أخرج من العمل، وخرجت بأن يسر الله لي عملاً أفضل بقسم نساء والحمد لله، ولكن ما زال يرسل لي رسائل، ويتصل كثيراً، فقلت له: إن أهلي غير موافقين على الزواج بشخص متزوج، وهو من بلد كثير التعدد، ومع مرور ثلاثة أشهر زارني في العمل، وعينه تكاد تبكي، فأثر ذلك في نفسي واتصلت بأهلي أفهمهم الموضوع بأنه إنسان طيب وملتزم، ويريد الحلال، ولكن أهلي رفضوا لأنه متزوج، طلبوا إما أن أعود أو أرفضه، وأنا أصبحت لا أدري كيف أتصرف أفتوني في أمري جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يرزقك بر والديك، وأن يكرمك بزوج صالح.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي أراه طاعة أهلك والاعتذار للأخ الفاضل حتى وإن كان مناسباً ما دام الأهل قد رفضوا الأمر من أوله، وإن كان من حقك شرعاً أن تردي عليهم، وأن تقبليه دون الرجوع إليهم، إلا أن هذا الأمر قد يؤدي إلى قطيعة الرحم، وهذا من الأمور العظيمة، إلا أنه من حقك أن تناقشيهم في الأمر إذا كنت راغبة في ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الآثار المترتبة على ذلك، وأن تدرسي الأمر جيداً؛ لأن العاطفة وحدها لا تكفي لإقامة حياة أسرية مستقرة.
كما ننصحك بالعودة إلى أهلك وبلدك في أقرب فرصة في حالة عدم زواجك من هذا الرجل، لا سيما والظاهر من سؤالك أنك تعيشين وحيدة في بلد الغربة، ولا يخفى عليك ما تتعرض له المرأة من أخطار محتملة إذا كانت وحيدة في غربتها وليس معها ذو محرم يقف بجانبها ويساندها.

كما أنصحك بالإكثار من الدعاء أن يسترك الله في الدارين، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على أمر دينك ودنياك، ولا تتعجلي، واعلمي (أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً)، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الإمارات ن

    كيف يكون من حقها شرعا القبول دون قبول ولي امرها و لو كل البنات عملو كذا الدنيا تخرب

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً