الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة عدم الثقة بالنفس وسرعة الغضب .. التشخيص والعلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أُعاني من عدم الثقة بنفسي مطلقاً، مع أنني أملك المؤهلات لذلك، وأشعر بالغيرة وسرعة الغضب بشكل قوي جداً، وأوقات الفراغ تكاد تقتلني وتجعلني أيأس من الحياة، وأحس بدنو أجلي، وأشعر بالقلق 24 ساعة، وإذا أخطأ علي أحد فإنني أجلس أفكر في ذلك أشهراً وسنوات ولا أنسى، وأحقد، وقد بدأت أتعب عضوياً، فما الحل؟!

مع العلم أنني فقدت الثقة بالآخرين؛ لأني انصدمت منهم كثيراً.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشاعر القلق والتوتر والغيرة، وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين بصورة إيجابية، هي دليلٌ على أن شخصيتك تحمل في الأصل نواة القلق بصورةٍ أكثر مما هو مطلوب، وقد أدى ذلك بالطبع إلى شعور اكتئابي ثانوي، والشعور الاكتئابي هو الذي أوصلك إلى ما سميته فقدان الثقة في نفسك، والثقة تأتي بأن ينظر الإنسان في إيجابياته، وأن ينظر ما قام بإنجازه في حياته، وأنا متأكد تماماً أنك إذا نظرت لحياتك بدقة سوف تجدين أن هنالك إيجابيات كثيرة وإنجازات كثيرة أيضاً، وهذا من المفترض أن يعيد لك الثقة.

الثقة أيضاً تأتي برفع الهمة، حاولي دائماً أن تكوني في المقدمة، وأن تكوني منجزة، وأن تكوني مديرة لوقتك بصورةٍ إيجابية.

بالنسبة للغضب، فالغضب يُعالج بما ورد في السنة المطهرة، فلا تغضبي يا أختي، وتذكري أن الغضب هو لغة مخاطبة مرفوضة...هذا أولاً.

ثانياً: عليك حين ينتابك الغضب أن تغيري مكانك، وعليك أن تطبقي ما ورد في السنة -وإن كثيراً من الناس يتجاهل ذلك- وهو أن تتوضئي، وأن تستغفري، وأن تصلي ركعتين، وأن تقولي: لماذا أغضب؟ طبقي ذلك، وصدقيني أنه سيكون ذا فائدة عظيمة لك.

الشيء الآخر هو يجب أن تعبري عما بداخل نفسك أولاً بأول، ولا تتركي الأمور البسيطة تحتقن في داخل نفسك؛ لأن ذلك يؤدي إلى التوتر.

ثالثاً: عليك دائماً أن تتذكري أن أحد الناس إذا غضب بوجهك وقام بمخاطبتك بصورةٍ غير لائقة وغضبت، قولي لنفسك: لماذا أنا أغضب في وجوه الآخرين، فما لا أقبله لنفسي يجب أن لا أقبله للآخرين؟

رابعاً: عليك بمجالسة الأخوات الصالحات والطيبات، فالإنسان يتعلم منهن الصبر، ويتعلم مكارم الأخلاق، وهذا بالطبع سوف يقلل كثيراً من القلق.

عليك أيتها الفاضلة أيضاً أن تقومي بإجراء تمارين رياضية صباحية ومسائية، يمكن أن تقومي بهذه التمارين في داخل البيت، في الصباح لمدة 15 دقيقة وفي المساء لمدة نصف ساعة، واصحبي هذه التمارين الرياضية بتمارين للتنفس؛ بأن تأخذي نفساً عميقاً (شهيقاً وزفيراً) هذه إن شاء الله أيضاً تُساعدك كثيراً في امتصاص هذا االغضب.

أخيراً: سوف أصف لك أحد الأدوية التي تُعرف بفعاليتها، وهي مفيدة جداً إن شاء الله في إزالة كل هذه المشاعر السلبية، وسوف يساعدك في تحسين مشاعرك، وأن تعود لك الثقة بإذن الله تعالى.

الدواء يُعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تبدئي بتناوله بجرعة 10مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى 20 مليجرامليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى 10مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناوله.
هذا الدواء من الأدوية السليمة والبسيطة الفعالة جداً، وهو غير إدماني ولا يؤثر سلباً على أي عضو من الأعضاء الرئيسية في الجسم.

أرجو تطبيق الإرشادات السابقة، وتناول الدواء المطلوب، وعليك ألا تغضبي.

وبالله التوفيق.
--------------------------

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق عبيدة

    شكرا على هذا الارشادات يا دكتور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً