الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية غض البصر

السؤال

السلام عليكم.

هل يعني غض البصر أن أبقى أنظر للأرض وأنا أمشي أم لا أنظر للناس أم ماذا؟ وكيف أستطيع أن أغض البصر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آيات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدني أن تسأل فتاة مؤمنة عن كيفية غض البصر، وذلك دليل على ما وهبك الله من الحياء والعفة والأدب، فزادك الله خيراً وحرصاً، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك، وهذه بشرى لكل من تغض بصرها طاعة لله بأنها ستجد حلاوة الإيمان وطعم الرضا، وسوف تكون من أسعد النساء في حياتها.
وقد وصف الله الحور العين بأنهن قاصرات الطرف، وهذه صفة كمال، وخير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا يرونها، وذلك أجمع لقلبها؛ ولذلك أمرت الشريعة الرجال والنساء بغض البصر فقال سبحانه: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ))[النور:30] بين الحكمة فقال: (( ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ))[النور:30] ثم هدد المفرطين فقال: (( إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ))[النور:30] ووجه الخطاب للنساء فقال: (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ))[النور:31] ثم دخول المؤمنات في الآية الأولى.
ولا يخفى عليك - يا ابنتي - أن الله قال: ((مِنْ أَبْصَارِهِنَّ)) فلذلك كان الممنوع على الرجال هو تكرار النظر، وقد (سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال للسائل: اصرف بصرك)، وقال أيضاً: (إنما لك الأولى وليست لك الثانية)، وقد سمح لأم المؤمنين عائشة أن تنظر للحبشة وهم يلعبون، ولكن على المرأة المسلمة أن تحرص على غض بصرها وبتأكيد ذلك عندما تشعر بالميل وتخاف من آثار النظر؛ فإن النظر سهم مسموم من سهام إبليس، وإذا كان السهم مسموماً، فإنه يتلف البدن، والنظرة المحرمة تفسد قلب صاحبها وقد أحسن من قال:

فإنك متى ما أرسلت طرفك *** رائداً لقلبك أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه**** ولا عن بعضه أنت صابر

ولا شك أن غض البصر دليل على الحياء والخير سواء أكان ذلك من الرجل أو المرأة، والله تبارك وتعالى قال: (( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ))[غافر:19].
ونحن في الحقيقة لا نطالب أحداً أن يغمض عينه بالكلية، ولا أن ينكس رأسه على الدوام؛ فإن ذلك يعرضه للسقوط والصدام، ولكن الكيس العاقل يستخدم بصره بقدر الحاجة، والمرأة الفاضلة لا تكون خرّاجة ولّاجة، والله وجّه المؤمنات فقال: (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ))[الأحزاب:33] فإن خرجت فبقدر الحاجة والضرورة.
ونسأل الله أن يفقهنا في ديننا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً