الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اكتشفت أن خطيبي يكذب ولديه عادات سيئة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محتارة وأريد أن أعرف هل إذا اكتشفت الفتاة أن الرجل الذي تنوي الزواج به يمارس العادة السرية، وذلك خلال الحديث معه عبر الهاتف، فهل تتركه أم تستمر معه؟

أيضاً إذا اكتشفت أنه يكذب في بعض الأمور التي تخص هويته كطبيعة عمله، فهل تستمر معه رغم أن الكذب داء ليس له دواء؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sarah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إننا نرفض الكلام مع شاب تنوين الارتباط به إلا بحضور محرم؛ لأنه لا يزال أجنبياً، وحتى بعد الخطبة لا يجوز الكلام في مثل هذه الأشياء، فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج ولا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، وكم من خاطب ترك الفتاة بعد أن عرف أسرارها وأحوالها.

لا يخفى على أمثالك أن الشريعة الإسلامية لا تعترف إلا بالمودة والرحمة التي تنشأ بعد الرباط الشرعي، والمودة والرحمة أوسع وأعظم من ظلمة الحب التي أصبحت في زماننا باهتة؛ لأنها بذلت في غير مواطنها واختلطت بالزور والخداع.

ونحن إذ نرحب بك في موقعك نؤكد لك أنك بمقام البنت والأخت، ولذلك فنحن لا نرضى لك الاستمرار مع العواطف دون حصول غطاء شرعي، وأرجو أن يسارع هذا الشاب إلى طرق بابكم ومقابلة أهلك ومحارمك حتى يستطيعوا أن يعاونوك في الحكم عليه، فالرجال أعرف بالرجال، وإذا شعر الشاب أن وراء الفتاة رجالاً احترمها وقدرها، وليس من المصلحة سماع مثل هذا الكلام وأنت في هذه السن، وفي أيام طلبك للعلم، وعليه فنحن نرجو إيقاف هذه العلاقة في أسرع وقت، وإذا كان في الشاب خير فعليه أن يطلب يدك رسمياً حتى تسألوا عنه ويسأل عنكم، ثم تستخيري ربك وتستشيري، فلن تخيب من تستخير وتستشير، وتتوكل على الخالق القدير، وتتوجه بالدعاء لمن بيده مقاليد الأمور.

أما بالنسبة للكذب والمراوغة: فهذا ما يفعله كثير من الشباب عندما يجدون فتاة بعيدة عن أهلها، والعلاقات العاطفية قبل الزواج معظمها تقوم على إظهار المحاسن وإخفاء السيئات والسلبيات، (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور)، حتى قيل: (كل خاطب كذاب)، إلا من رحم الله، ولكن المخرج من كل ذلك إنما يكون باقترابك من أهلك ومحارمك وطلب المساعدة منهم، فهم أحرص الناس على مصلحتك، واعلمي أن الإسلام أراد للمسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وهذا من إكرام الإسلام للمسلمات.

لا شك أن الكذب كبيرة من الكبائر وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا علم من رجل كذبه نفر منه حتى يعلم أنه أحدث توبة، وكان يقول: (وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً).

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك مجدداً، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً