الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من مشاهدة البرامج السيئة؟

السؤال

أنا فتاة أحافظ على صلاتي وأقرأ القرآن ولا أحب الخروج كثيراً؛ أشاهد البرامج الدينية خصوصاً قناة الناس، وفي نفس الوقت أشاهد برنامج ستار أكاديمي وأفلاماً أجنبية، إلا أني أندم كثيراً بعد المشاهدة، وأعاني ألماً في نفسي، ساعدوني على تجنب هذه المحرمات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / Souad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله على وجود مثل هذه القنوات الطاهرة، كقناة المجد وقناة الحكمة وقناة الناس، فاتقي الله رب الناس، وخالفي الشيطان الخناس، وابتعدي عن الشر والأرجاس، وتذكري أن النظر سهم مسموم والسهم المسموم يتلف البدن، والنظر يتلف القلب ويفسده وقد أحسن من قال:

كل الحوادث مبداها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها *** فعل السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضرَّ خاطره **** لا مرحباً بسرور عاد بالضرر

وقد أسعدتني محافظتك على الصلاة وتلاوتك للقرآن، وفي ذلك عون لك على طاعة الرحمن، وأفرحني عدم حبك لكثرة الخروج، فإن الله قال للمؤمنات: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ...))[الأحزاب:33]، وقال -جل وعلا-: ((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ))[الأحزاب:34]، وكأن القرآن أمر المرأة بالمكوث في البيت إذا لم تكن هناك ضرورة للخروج، ثم حدد مهمة من تجلس في البيت، وليس فيها مشاهدة القنوات أو مخالفة رب الأرض والسموات.

وأنا حريص على تحذير بناتي وأخواتي من خطورة التلفاز والإنترنت، وكم تمنينا أن لا تدخل هذه الأشياء إلى الغرف الخاصة، وأن تكون – إذا احتجنا إليها – في صالات مفتوحة حتى تسهل مراقبتها وترشيد متابعة ما يعرض فيها وذلك بانتقاء المقبول شرعاً، وقد أقامت قنوات الخير الحجة على من يطلب الخير، فاجتهدي في استخدام قنوات الخير، واعلمي أن مشاهدة برنامج فضيحة أكاديمي له آثار خطيرة وسيئة على الشباب والفتيات، ونحن نعاني جداً من البرامج المنقولة من الغرب، مع ضرورة أن نعلم أن العقلاء من الغربيين رفضوا هذا البرنامج، فكيف نرضاه نحن أهل العقيدة والعفاف والطهر؟ ولست أدري متى ندرك خطورة هذا البرنامج الذي يريد أن يخلط المفاهيم ويضيع القيم، ويشغل الناس بالتوافه، وينسي الناس أعراضهم!!

وكم أنا سعيد بهذا السؤال الذي يدل على أنك على الخير، فاجتهدي في تنمية عناصر الخير في نفسك، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً