الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغيير الطفل لسلوكه وطرق علاج ذلك

السؤال

بدأت مشكلة ابني بأنه أصبح لا يأكل وإذا أكل يأكل أقل القليل، فذهبت به إلى الطبيب، وقمنا بعمل التحاليل اللازمة، ولم نجد بها شيئاً! وفي هذه الأثناء أرسلت إلينا المدرسة بطلب استدعاء ولي الأمر، وقابلنا المعلمة حيث أفادت بأن ابني البالغ من العمر 6سنوات أصبح عنيفاً جداً، ولا يضحك مع أحد، وإذا لعب مع زملائه ضربهم أو أوقعهم أرضاً، وأنه يمر بحالة نفسية سيئة، وقالت: أعتقد أنه امتنع عن الطعام الآن، وقد أصبح يكره أصدقاءه بالمدرسة، ولا يريد أن يتكلم مع أحد من الأقارب حتى خالته أصبح لا يريد أن يراها! ونحن الآن نحاول نعالجه نفسياً، فهل أطمع في المساعدة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر فتحي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن التغيير السلوكي من جانب الأطفال في هذا العمر هو نوع من الاحتجاج وعدم الرضا، والطفل دائماً في مثل هذا العمر قد لا يستطيع أن يعبر عن مشاعره العاطفية والوجدانية إذا كان في قلق أو اكتئاب ولا يستطيع أن يعبر عنه لفظياً بمعنى أنه لا يقول إنه مكتئب وإنه حزين..إلخ.

ربما تظهر عليه تغيرات سلوكية كالعنف ورفض الدراسة، والأطفال في سن أكبر حوالي عشر سنوات ربما يلجؤون إلى الكذب أو السرقة وهكذا، وهذه بعض السلوكيات التي نشاهدها، وقد رأى علماء النفس أن تلك ربما تكون إشارات أو قرائن أو دلائل على عدم الارتياح النفسي.

مثل حالة هذا الابن -حفظه الله تعالى- تُعالج أولاً: لا بد أن يكون هنالك توجه في داخل المنزل من جانب والديه وإخوانه وكل الموجودين في المنزل، وأن يعامل الطفل على طريقة ومنهج واحد، وهذا المنهج يقوم على التشجيع، وأن يشجع الطفل، وأن يحفز الطفل، وأن يشعر أنه هو محطة الانتباه دون أن يدلل بصورة زائدة، والتحفيز الكلامي يعتبر جيداً جداً، والاحتضان والتقبيل تعتبر كلها محفزات جيدة، ولا تكثروا من انتقاده، ولكن بالطبع يوجه التوجيه اللطيف فيما يقوم به من سلوكيات سالبة في المدرسة خاصة العنف حيال الأطفال الآخرين، وسوف يستفيد هذا الطفل باندماجه مع الأطفال الآخرين خارج النطاق الدراسي، ويكون ذلك مع شيء من المراقبة، فعلى سبيل المثال في إجازة نهاية الأسبوع يمكن أن تذهب معه إلى بعض الأقارب والأصدقاء الذين لديهم أطفال في عمره، ويترك يلعب معهم ويمكن هنا أن يشاهد ويوجه من قبلك ومن قبل الآخرين، تعتبر الألعاب ذات قيمة تربوية عالية خاصة ذات الألعاب من النوع التعليمي، ويفضل أن يمارس اللعب مع الطفل عن طريق شخص ناضج على سبيل المثال إذا كانت هنالك لعبة معينة لا مانع أن تشاركه أو تشاركه والدته في هذه اللعبة، هذا يحسن من مزاج الطفل ويحسن من سلوكه بدرجة كبيرة.

بالنسبة للتحفيز يمكن أن تلجؤوا إلى طريقة النجوم فهي طريقة جيدة جداً حين يقوم الطفل بأي عمل إيجابي يعطى على سبيل المثال النجمتين وحين يقوم بتصرف سلبي تسحب منه نجمة، ولابد أن يشرح له ذلك، ويركز انتباهه ويعرف قيمة هذه النجوم، وفي نهاية الأسبوع يمكن أن تستبدل هذه النجوم بشيء محبب للطفل، وذلك يعتمد على عدد النجوم التي سوف يكتسبها الطفل.


وبالنسبة لأمور الأكل والتغذية حقيقة كثيراً ما نخطئ في حق أطفالنا بإعطائهم الحلويات والمشروبات الغازية، هذا ليس صحياً أبداً، والطفل يستفيد كثيراً إذا لم يعط أي شيء بين الوجبات الرئيسية، هذا ضروري جداً.

هنالك وجبة الإفطار، الغداء ،والعشاء، وهذا يكفي تماماً بالنسبة للطفل، نحن نعتقد أن الطفل يحتاج إلى وجبات بين هذه الوجبات بل هذه تفقده الشهية وتؤدي إلى سوء الهضم، ولذا تقلل من رغبة الطفل في الطعام، فأرجو الحرص في ذلك فهي تعتبر وسيلة جيدة جداً لترتيب الوضع الغذائي للطفل وبالطبع تتطلب الصبر .

أخي: هذه هي الأسس العامة للتربية وتغيير السلوك ونعتقد أنك إن شاء الله على إلمام تام بذلك، ويجب أن تتاح الفرص للطفل أن يعبر عن نفسه عن طريق الرسومات، عن طريق التخاطب وعلى سبيل المثال أن يقرأ لك سورة من القرآن أو نشيداً وتقوم بتسجيل ما يقرؤه، ثم بعد ذلك يستمع إليه، فهذا سوف يشعره بقيمته ويحفزه كثيراً.

هذه يا أخي المؤشرات السلوكية العامة التي تُساعد الأطفال، ولا أعتقد بالطبع أن هذا الطفل في أي حاجة إلى علاج دوائي، كما أن ما ورد في رسالتك لا يشير أن له مشاكل في إدراكه أو ذكائه ولا أعتقد مطلقاً أنه يعاني من سوء الانتباه، أو من كثرة الحركة، وهي علل شائعة جداً وسط الأطفال.

أسأل الله تعالى أن يحفظه، وأن يعطيكم القدرة على أن تحسنوا تربيته، وأن يجعله من الصالحين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً