الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع كلام الناس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: بارك الله في هذا الموقع وفي جميع مستشاريه الأجلاء، ونفع الله بهم الإسلام وشباب المسلمين.
أما بعد:

فمشكلتي تتلخص في تعاملي مع الناس حتى أقرب الناس لي، كنت أظنني طبيعية جداً محبوبة من أهلي وعائلتي إلا أنه حدثت أكثر من مشكلة فوجئت خلالها بأن أقرب الناس لي يقولون عني كلاماً أسمعه بأذني كلاماً لا يطاق! إحداهن تقول: إني تقدمت في سن الزواج، والأخرى تتهمني أنني أريد أختطف خطيبها منها بعد فشل خطبتها!

أخرى وأخرى ولا أدري لماذا كل هذا؟! هل هو جزاء الإحسان إليهم؟ والله إني أعامل الجميع بحق الله.

والآن فقدت ثقتي بنفسي وفي الجميع، حتى أني إذا رأيت أحداً يتكلم أظنه يقصدني أو أظن أنهم يغتابونني بعد أن أنصرف، هل لديكم من كلمة تهدئ روعي؟
وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن من راقب الناس مات هماً، ورضا الناس غاية لا تدرك، ولم يسلم من لسان الناس أحد حتى رسل الله الذين هم أكمل البشر عليهم صلاة الله وسلامه، ولن يضرك كلام الناس إذا حرصت على طاعة رب الناس، فلا تعامليهم بالمثل، واعلمي أن الذين يذكرون عيوب الناس هم أكثر الناس عيباً ونقصاً، والله سبحانه يدافع عن المظلوم ويورث الظالمين الندامة والخسارة، وهم أشد الناس إفلاساً يوم القيامة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (أتدرون من المفلس؟ فقالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال عليه صلاة الله وسلامه: لكن المفلس من أمتي من يأتي بصلاة وصيام، ويأتي وقد شتم هذا، أو ضرب هذا، وقذف هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) ورحم الله الحسن البصري الذي أرسل طبقاً من الرطب لمن اغتابه وقال له: (أرجو المعذرة فأنا لا أستطيع أن أجازيك لأنك أعطيتني من حسناتك).

ونحن ننصحك بأن تتعوذي بالله من الشيطان، ولا تلتفتي لما يحصل حولك، واعلمي أن همّ الشيطان هو أن يحزن أهل الإيمان وليس بضارهم شيئاً إلا بما قدره مالك الأكوان.

ولا شك أن الإسلام نهى عن تناجي الاثنين دون الثالث، وإذا لم يكن في المكان غيرك فلا يجوز لهم الكلام دونك، وهذا مع كل إنسان لأن الإسلام يمنع ذلك، ولكن إذا فعل ذلك بعض الجاهلين أو الجاهلات فأفضل علاج لذلك يكون بالإهمال لذلك التصرف، والانشغال بطاعة الكبير المتعال.

أرجو أن تعلمي أن الزواج قسمة ونصيب، وأن كثيراً من المتزوجات في شقاء، وأن السعادة لا تنال بالزواج، ولا بالمال، ولا بوجود الأولاد، ولكن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة الراضية بقضائه وقدره.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول مسلم

    ايجابة جميلة جدا اسأل الله ان يوفقني للعمل بتلك النصائح و اسأله سبحانه ان يجاز المجيب خير الجزاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً