الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تورم الرجل والقدم عند المصاب بفيروس الكبد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوجي مريض بفيروس (سي)، وعنده نسبة تليف، وهو يتابع مع الطبيب في المستشفى، وقد أخذ جرعة الانترفيرون ولكنه لم يستجب، ومنذ فترة تورمت رجله وقدمه، وقال الطبيب المعالج أن الكبد ليس هو السبب، وأنها ليست سوائل محبوسة، وأحاله إلى عيادة العظام، فأجرى تحاليل العظام ولكنها كلها سليمة حتى الآن.

وطبيب الكبد لا يريد أن يعترف بأن هذا الورم هو بسبب الكبد، ولا يرضى أن يعطيه مدرات للبول، علماً بأنه يتبول كثيراً، وفي أغلب الليالي يصحو من النوم عدة مرات بسب كثرة التبول، وكان الورم موجوداً، وفي آخر تحليل رأيت أن الصفراء زادت جداً ووصلت إلى (40)، والألبومين نزل إلى (30)، لكنني لم أرَ الصوديوم والبوتاسيوم، وهما في التحليل السابق كانا في المعدل الطبيعي، فما تفسيركم لهذه الظاهرة؟ وهل ترون أن الطبيب المعالج على حق؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الرميصاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ذكرت أن طبيب أمراض الكبد أخبرك أن ما يعاني منه زوجك ليس هو احتباس سوائل وإنما هو شيء آخر، وأكد لك طبيب العظام أنه لا يوجد شيء في العظام، ولذلك فمن المهم جداً معرفة إذا كان هناك آلام في مفاصل القدمين وإلى أي حد يصل التورم من ناحية القدمين، وهل يصل إلى أسفل الساق؟

فإذا كانت هناك آلام في الصباح وتترافق مع تيبس ويكون الورم معظمه في الصباح ويخف خلال النهار إلى نهاية النهار فيكون الأمر من المفاصل، ويحتاج أن يزور طبيب مفاصل وليس طبيب عظام.

وأما إن كان التورم أقل في الصباح ويترافق فقط مع الإحساس بألم خفيف نتيجة التورم ويزداد خلال النهار حتى يكون أكثر ما يكون في المساء، ويخف مع رفع الرجلين إلى أعلى، فيكون سببه احتباس السوائل، والتورم إن كان يصل إلى الساقين فهو احتباس سوائل وليس من المفاصل.

واحتباس السوائل يمكن الكشف عنه أيضاً بالضغط على القدمين أو أسفل الساقين، فإن ترك الضغط لمدة (45) ثانية أثراً -أي انضغاطاً في الجلد- كان هذا احتباس سوائل، ومع إعطاء مدر للبول فإن احتباس السوائل يخف بينما لا يخف التورم إن كان سببه التهاب المفاصل.

وتورم القدمين والرجلين والساقين يكون سببه قصور القلب أو قصور الكليتين أو قصور الكبد مع نزول كمية الألبومين، وتورم القدمين في أمراض الكبد لا يظهر مبكرا، وإنما بعد حصول ووجود سائل في البطن.

ومن أسباب حصول الوذمة (تورم) في الرجلين هي الأدوية، ومنها أدوية الضغط نفسها أو وجود دوالي في الساقين أو من يعانون من السمنة، ولا تفيد نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في تحديد سبب التورم، وإنما يحدد الألبومين ذلك، فإن كان منخفضا بعض الشيء يحصل التورم، وذلك إذا نقص الألبومين عن (25).

وإذا كان الألم مترافقاً مع ألم شديد في الصباح أو مع إحساس بعدم الراحة في الصباح، فقد يكون سببه التهاباً في المفاصل، لذلك فإنه من المهم الانتباه إلى كل هذه الأعراض، ومتى تزيد ومتى تخف، ووجود أعراض أخرى غير التورم، فكل ذلك يساعد على معرفة سبب التورم وهل هو احتباس في السوائل أم أسباب أخرى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً