الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم النظر إلى تجارب الفاشلين في الزواج

السؤال

السلام عليكم.

أود الاستفسار عن قضية غريبة تحدث في عائلتنا: كل المتزوجين حديثاً في عائلتنا نسمع عنهم بأنهم نادمون جداً على هذا الزواج، بمعنى أن حياتهم قبل الزواج كانت أحسن، مع أنهم هم الذين كانوا مصرين عليه، ولم يرغمهم أحد على ذلك، فما هو الصواب في كل هذا؟ وكيف يكون الإنسان معتدلاً في مثل هذا الموضوع؟
وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الصواب في أن الزواج خير كله، إذا أحسن الإنسان الاختيار وتوجه إلى الواحد القهار، وأدرك أهداف الزواج، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويحشرك في زمرة الأخيار.

وأرجو أن يعلم الجميع أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا من أشخاص لم يتعودوا على تحمل المسئولية، وهذا خطأ يشترك فيه الآباء والأمهات الذين يؤسفنا أن بعضهم يرى أن أبناءه لا زالوا صغاراً حتى بعد وصولهم إلى سن الزواج، وقد يكون السبب في وجود ذلك التصور الخاطئ هو وجود علاقات عاطفية قبل الزواج، فإذا تم الزواج وجدوا أن الوضع مختلف، وأن الحياة الزوجية ليست كلها ورود ولكن مع الورود وحولها أشواك، كما أن وجود معاصي ومخالفات له آثاره، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة والإسراف في الأعراس، فإن ذلك يتحول إلى هموم وديون وندم، وربما كان السبب هو الالتزامات والمتطلبات الأسرية التي يعتبرها البعض قيوداً...إلى غير ذلك من الأسباب التي ربما كان منها وسائل الإعلام وما يحصل في دنيا الناس من تبرج وسفور رخيص، وربما ورد ذلك التشاؤم على لسان بعض الناس لتضليل الآخرين، وإخفاء الحقائق عليهم، وهذا الأسلوب يكثر عند النساء على وجه الخصوص.

ونحن في الحقيقة نطالبك بعدم التأثر بتجارب الفاشلين والفاشلات، ويؤسفنا أن يكون في الناس ميل لتعميم التجارب الفاشلة، بالإضافة إلى أن الفشل غالباً ما يكون من أنفسنا وليس كل شيء يأتي من الخارج كما يظن بعض أهل التبرير.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يوفقك في بناء نموذج يخالف كل ما سمعت عنه عند الآخرين، والنجاح يحتاج إلى بذل الأسباب ثم توكل على الكريم الوهاب، وما عند الله من التوفيق والخير لا ينال إلا بطاعته ونسأل الله لك السداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً