الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أقبل الخطاب لتعلقي بشاب معين، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله الذي فطرنا على دين الإسلام، ولكن كما وعد إبليس بين يدي ربنا بأنه سيغوينا إلا عباد الله المخلصين.

وماذا عسانا أن نفعل بعد اقتراف الذنوب إلا التوبة النصوح والاستغفار، ودعوة الله دعوة صادقة حتى يهدينا إلى الصراط المستقيم.

أخطأت خطئاً فادحاً، وتعللت برحمة الله الواسعة وستره، حيث صارحت أحد أقاربي بحبي له بواسطة رسالة هاتفية، وبعد أن خفت من الخسارتين، خسارتي الدنيا والآخرة، انسحبت وبكل هدوء، وربما من رحمة ربي بي أنه كان شاباً أميناً فلم يضايقني، فتركني وشأني.

بحت لإحدى قريباته بحبي في القرب منهم فقط مجرد تلميح، فجاءت تلك المرأة إلى منزلنا وقالت لي: بأنها تتمنى لي زوجاً صالحاً، وهنا أدركت أنه يرفضني صراحة، أحسست بألم نفسي شديد، وكيف أنني ضيعت نفسي.

بعدها بفترة حلمت حلماً، فعندما فسرته جاء تفسير الرؤيا بأن أمراً سترته قد اتضح، فعلمت بأنه قد عرف هويتي، لأني كتمت عنه هويتي، وقد تقدم لخطبتي بعد الحادثة شخصان ورفضتهما، بسبب تعلق قلبي بذاك الشخص، فخفت أن أبقى في صراع دائم، فجرحي لم يبرأ بعد.

والآن تقدم لي شخص ثالث، وهو شاب ذو خلق ودين، ومن عائلة محترمة، ولكن ما أخشاه هو مضي ثلاثة أشهر فقط على عملي السيء، وأنا الآن أعيش في هم ثقيل يؤرقني، حيث أرى أن هذه مدة قصيرة جداً حتى أنسى وجعي، خاصة وبعد حادثة اتصاله بأخي، على الرغم من العداوة بينهما، فأقول: ربما يريد أن يتقرب لأخي، خاصة أن أخته اتصلت بي بعد يومين، ودعتني لمنزلهم، ولكني رفضت خشية مصادفته.

لا أريد أن أتزوج وقلبي معلق بآخر، سيقولون: حب هوائي وحب من طرف واحد، وأقول: لم أبرأ بعد، لا أريد أن أعذب أحداً، أعيش مع شخص جسدًا بلا روح، مع أني متيقنة بأني قادرة على نسيانه، ولكن ليس الآن، قللوا علي اللوم، وأكثروا لي النصح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن قدرتك على نسيانه هو الأهم في الأمر، وأرجو أن تدركي أنه لا خير في ود يجيء تكلفاً، فاتركي ذلك الشاب ولا تكثري عليه التأسفا، واعلمي أن الشاعر يقول:
إذا المرء لا يـرعـاك إلا تــكــلــفــا فــدعــه ولا تـكـثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا

واحمدي الله الذي ساق إليك هذا الشاب الأخير صاحب الخلق والدين، وأرجو نسيان كل ما حصل، واكتمي الخبر عن كل أحد، واجتهدي في طاعة الله عز وجل، واعلمي أن الحسنات يذهبن السيئات، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وأرجو أن تعلمي أن الحب الحقيقي هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، ويزداد مع الأيام قوة وثباتاً، إذا حرصتم على التعاون وعلى البر والتقوى، فلا يوجد شيء يؤلف بين القلوب مثل طاعتنا لعلام الغيوب، فاحذري من رد الخطاب؛ لأنه سبب لإحجام الشباب، والحياة فرص ولا فائدة في التأخير، فتوكلي على ربك القدير.

واعلمي أن الشيطان هو الذي دفعك للوقوع في الخطأ، وهو الذي يحاول أن يملأ نفسك باليأس حتى لا تعودي إلى الصواب، فعانديه بالاستغفار وأدخلي عليه الحزن بالتوبة، وأنت تستطيعين أن تجعليه يبكي إذا سجدت لله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر لك تحذيرنا من تفويت الفرص، فاتقي الله في نفسك ولا تحاولي التعلق بمن لا يستحق، واعلمي أن الإسلام يرفض أي علاقة لا توصل إلى الزواج.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً