الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلقني زوجي إرضاء لأهله!

السؤال

لقد تزوجت دون علم أهل زوجي، لرفضهم لزواجنا لأنني أكبره بستة أعوام، وبعد مرور شهر ونصف من الزواج حدث الحمل وقام زوجي بإعلام أهله، ولكنهم قاطعوه وقالوا: إنه عاق لوالديه؛ لأنه تزوج بمن تكبره سناً وأقل منهم حسباً ونسباً! فتحولت حياتي إلى جحيم، فعرض زوجي علي الطلاق حتى يرضي أهله أولاً ويتزوج بمن يرضون له، وإذا تبدلت الأحوال فسوف يعود إلي، وفعلاً تم الطلاق وتنازلت لزوجي عن جميع حقوقي وفقاً لرغبته وبمباركة أهله لهذا الطلاق.

أرجوكم أفيدوني: هل يجوز شرعاً ما فعله أهل زوجي بي؟

أحس أنني ظلمت أشد الظلم، فهل لي الحق في هذا الإحساس أم علي أن أغفر لهم ما فعلوه بي وما ألحقوه بي من معاناة؟

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lillian حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فقد أخطأ زوجك في استجابته لرغبة أهله، وأخطأ في الزواج دون علمهم، وأرجو أن يجمع الله بينكما مرة أخرى، ولن يكون عاقاً لوالديه إلا إذا كانت ملاحظاتهم شرعية، ولو استمر معك لما كان عاقاً لوالديه، ولكن عليه أن يجتهد في إرضائهم، وكم تمنينا أن يستشيرنا الإخوة والأخوات قبل اتخاذ القرارات، ولا شك أن ما فعله أهل الزوج فيه أخطاء، ولا أظن أنهم سوف يتوقفون عن التدخلات؛ لأنه فتح لهم الباب، ونحن نتمنى أن يكون الرجل قوي الشخصية، بعيداً عن التردد والمجاملة في مثل هذه الأمور، متطلعاً لما يرضي الله؛ لأن رضا الناس غاية لا تدرك، وهو مطالب بإرضاء الله وإن سخط الناس.

ولا شك أن العفو مقدم، فأظهري لهم المشاعر الطيبة وإن خاصموك؛ لأن الجنين الذي في بطنك هو ابن لهم، وأكثري من اللجوء إلى الله، ولا تقابلي إساءتهم بالإساءة، ولكن كما قال الله تعالى: (( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ))[فصلت:34].

وأنت لا شك مظلومة، ونسأل الله أن يرفع عنك الظلم والسوء، وأن يرد الغافلين إلى ربهم.

وأرجو أن تأخذ المشكلة حجمها المناسب حتى لا تؤثر على الجنين، وعليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، واعلمي أن حقك لن يضيع عند الله، وأن من فعل بك ذلك سوف يشرب من نفس الكأس، وسوف يرون مثل هذا الموقف في أعز بناتهم وأخواتهم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وسوف نكون سعداء بمعرفة ومتابعة الجديد في موضوعك، والله سبحانه معك، فاجتهدي في طاعته، واعلمي أن الأمر له من قبل ومن بعد.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا زينب

    وانا مررت بنفس الموقف ولكن اهله كانوا موافقين علي ثم بداوو بالتدخل بحياتي وفتح هو لهم المجال ،والآن رفعوا علي قضية طلاق !! لرفضي لتدخلاتهم وانا متاكدة بان الله سياخذ لك حقك منهم فقد انعم الله علي باخذ نفقتي وذهبي منهم دونما تخطيط او قوة مني وان شاء الله باقي حقوقي كوني على يقين انه لو كان لك نصيب معه فسوف يحصل ويكون الله قد صفى النفوس واذا لم يحصل فكوني متاكدة ايضا انه لو رجعتي لعشتي الجحيم ،قولي في نفسك كله خير كله خير مهما حصل وستفاجئين بعطاء الله لك،فانا مثلا فتح الله علي بعد تركي له بشراء سيارة وفتح مشروع وزيادة لراتبي ونجاحي في عدة ميادين واسال الله الزوج الصالح لي ولكي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات