الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حرص الأم على متابعة ابنها

السؤال

السلام عليكم.

أنا مطلقة من فترة قصيرة جداً والله يشهد بأن طلاقي ظلم، وعندي ولد في سن المراهقة وهو مسافر مع والده للدراسة، أنا خائفة جداً بأن والده يؤثر عليه تجاهي، وأشعر بأن ابني يتوتر لأي سؤال أسأله إياه! وخاصة إذا كان السؤال عن حياته، وأين يخرج أو عن عائلات أصدقائنا، إذا يراهم، فابني يتعصب بسرعة وأنا أحب أن أعرف عنه وعن حياته بدافع قلق الأم، وأريد أن أطمئن عليه.

أرجوكم انصحوني كيف أتعامل مع ابني كي أكسبه ولا يؤثر والده عليه، فأنا لا أثق بوالده أبداً فدينه قليل وأخلاقه قليلة؟ أنا جداً تعبانة وخائفة.
أرجوكم ساعدوني، وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المؤمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن حرصك على صلاح ولدك دليل على الخير الذي عندك، فنسأل الله لك السداد والثبات، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية.

وأرجو أن تعلمي أن مرحلة المراهقة تحتاج إلى تعامل لطيف، فاحرصي على محاورته في هدوء ولا تشعريه أنه لا زال صغيرا ويحتاج إلى توصيات ووصاية، ولكن أشعريه أولاً بحاجتك إليه وذكريه بطاعة الله جل وعلا، واختاري الأوقات المناسبة لمناقشته، وحاولي أن تسأليه عن رأيه في الصداقة، وعن مواصفات الصديق الناجح، واحترمي اختياره بأصدقائه إذا حضروا لأن عدم الترحيب يجعله يهرب من المكان وعند ذلك تصعب المتابعة والتوجيه، مع ضرورة أن يدرك الجميع أن المتابعة البوليسية فاشلة كما أن أسلوب التحقيقات: أين كنت، ومع من، وماذا ولماذا؟ يدربه على الكذب والاحتيال، ويجلب له الضيق، وهو أسلوب لا يوصل إلى نتيجة، ومثله في الفشل ما يقوم به بعض الآباء والأمهات الذين يرسلون خلف أبنائهم من يتجسس عليهم.

أما المتابعة الناجحة فأساسها الوضوح والصراحة والثقة المشوبة بالحذر، والأم النجاحة أكبر صديق لأبنائها وبناتها، والأمر كما قال الفاروق: "لاعب ابنك سبعاً وأدبه سبعاً واصحبه سبعاً، ثم أطلقه يذهب حيث شاء".

ومعنى ذلك لا خوف عليه إذا كان الأساس قوياً، فإذا وصل الابن إلى سن المراهقة فينبغي اتخاذه صاحباً ومشاورته وإعطاؤه فرصة في اتخاذ بعض القرارات وتكليفه ببعض المهام، وتذكيره بطاعة من لا يغفل ولا ينام، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وسداداً.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا إلى يوم الدين، وأرجو أن تحسني عنده صورة والده ولا تذكري له أخطاءه، فإنه مع كل ما حصل فهو والد له، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يجمع الشمل، وبارك الله فيك وفي الصالحات من أمثالك.

وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً