الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية الإقلاع عن التدخين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا مع الأسف أدخن منذ 12 عاماً -حوالي 15 سيجارة في اليوم- وحاولت كثيراً الإقلاع عن هذه العادة بالطرق العادية (الامتناع) لكن دون جدوى! وفي أوقات الإقلاع تصيبني حالة من العصبية المفرطة ورعشة وفوران في الجسم، ورغبة مخيفة في الأكل بكميات مهولة، وهذه الحالة تدوم فترة الإقلاع المؤقت التي لم تتعد أكثر من 24 ساعة على الأكثر، وتذهب كل الأعراض السابقة بمجرد تدخين أول سيجارة، ومع الأسف بعد كل فشل محاولة إقلاع تزيد عدد السجائر التي أدخنها في اليوم... فهل هناك أي أدعية وأي طريقة طبية وأي علاج بالأعشاب يُفيد إفادة قوية في حالتي؟ فقد أصابني الكثير من الأمراض بسبب هذه العادة.

ملحوظة: هذه هي معصيتي الوحيدة في هذه الدنيا وهو ما يؤرقني ويؤنب ضميري ليل نهار من ناحية الله عز وجل، كما أنه لا أحد يعلم ولا حتى زوجي وأولادي بمسألة التدخين هذه سوى صديقتي الوحيدة.

كما أسأل الله الرحيم أن يُسامحني على ما صنعت بنفسي ويغفر لي ويكتب لي الإقلاع الفوري عن التدخين، كما أرجو من حضراتكم سرعة الرد وتذكروني في دعائكم، وجزاكم الله عني خير الجزاء..في انتظار الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية التوبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ابتداءً ندعو الله عز وجل أن يمن عليك بالإقلاع عن التدخين عاجلاً غير آجل، وأن يمن عليك بالصحبة الطيبة التي تدلك على الخير وتعينك عليه ...اللهم آمين.

فكما تعلمين ويعلم الجميع أن التدخين من أهم الأسباب المسببة لسرطان الفم واللسان والمريء والرئة -عافانا الله وإياكم من خبثه ودرنه فإنه ولي ذلك والقادر عليه- وأن الشرع قد أمرنا بحفظ أنفسنا وألا نلقيها في التهلكة والتي منها التدخين، والنبي صلى الله عليه وسلم قد بعثه الله إلينا ليحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث، والدخان من الخبائث التي حرمها الله علينا فيجب تركها امتثالاً لأمر الله تعالى وحرصاً منا على أنفسنا وصحتنا التي أمرنا الله بحفظها.

فعليك أن تستعيني بالله عز وجل وتدعيه في صلاتك دائماً أن يعينك في كربتك هذه لتقلعي عن هذا الأمر في أقرب وقت، ولا تدعي الشيطان يهول لك ويعظم لك الأمر بأنك لا تستطيعين، وأنك في حالة توقفك وإقلاعك تشعرين برعشة وفوران بالجسم وعصبية، فكم من الساعات امتنعت عن التدخين في رمضان من الفجر وحتى المغرب وإلى ما بعد ذلك حتى يخرج زوجك والذي لا تستطيعين التدخين أمامه! فقوي من إرادتك فالذي يستطيع أن يصبر هذه الساعات الطوال يستطيع بمزيدٍ من الصبر والإرادة والتحدي والاحتساب ترك هذه المحرمات، وعليك استحضار أن من ترك شيئاً لله أبدله الله خيراً منه، وكذلك يجب أن لا تكثري من مجالسة صديقتك التي تعلم بموضوع التدخين وخاصة إذا كانت هي كذلك مدخنة، فيجب أن تبتعدي عنها نهائياً وخاصة في بداية إقلاعك حتى يمن الله عليك بالإقلاع نهائياً ولمدةٍ طويلة، بعدها يمكنك نصحها، ولتكوني بياناً عملياً لها في تجربة الإقلاع إن شاء الله تعالى .

وأما عن علاج طبي أو أعشاب فهناك لزقة طبية تسمى نيكوتينل توضع على الكتف لمدة يوم ثم تستبدل بأخرى، ولها أكثر من تركيز حسب عدد السجائر المدخنة يومياً، فبالنسبة لحالتك وتدخينك أقل من باكت يومياً فيكون تركيز 10 مج مناسباً لك.

وأخيراً فإنني أردت أن أشاركك ببعض الكلمات والتي أرجو من الله أن تكون عوناً لك على تجاوز محنتك تلك.

والله الموفق لما فيه الخير والسداد، فإنه ولي ذلك والقادر عليه...اللهم آمين.

ولمزيد من الفائدة حول كيفية الإقلاع عن التدخين يمكنك مراجعة هذه الاستشارات:
( 2220 - 225341 - 229548 - 241900 - 252413 ).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر Azhary

    جزيتم الجنة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً