الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإقلاع عن التدخين وعلاقة ذلك بمشاكل الهضم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرضت منذ ثلاث سنوات لزيادة في الوزن تقريباً 12 كغ، حدث هذا بعد أن توقفت عن استهلاك مادة التبغ التي توضع تحت الشفتين.

ومن هنا بدأت مشكلتي حيث بدأت أحس بأعراض غريبة، تتمثل في غازات شديدة، وانتفاخ في البطن، ألم في المعدة، وخز في الصدر، ودوخة وأحياناً تسارع في نبضات قلبي مع رغبة شديدة في النوم بعد الأكل.

ومنذ شهر تقريباً بدأت أحس بعدم ارتياح في أعلى البطن جهة اليسار تحت القفص الصدري، وأحياناً أسمع نبضات قلبي عندما أكون مستلقياً في فراشي وخاصة عندما أنام على الجانب الأيسر.

رغم أني قمت بعمل تخطيط للقلب وأكد طبيب القلب أن قلبي سليم ولكن أشعر بتوتر وعدم ارتياح.

سني 32 سنة، وزني 78 كغ، طولي 1.73، أمارس رياضة الركض الطويل مرة في الأسبوع، فهل يمكنك تشخيص حالتي يا دكتور؟
وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جميل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد يصاب بعض المنقطعين عن التدخين ببعض الأعراض العابرة: مثل الحاجة الشديدة للتدخين، تبدل المزاج ونقص في التركيز، صداع ودوار بسيط، اضطراب بسيط في الحس، اضطرابات في النوم، بعض الاضطرابات الهضمية، الجوع وزيادة الوزن، سعال، جفاف في الفم، وتنجم هذه الأعراض عن تناقص مستوى النيكوتين في الجسم، وقد تكون مصدراً للقلق لكن هذه الأعراض تدل على بدء شفاء جسم المدخن من تأثيرات التبغ.

وتختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، وهي مؤقتة وعارضة، ومن المحتمل أن يمتد تأثيرها كحد أقصى إلى أربعة أسابيع.

ولذا فإن ما تشكو منه الآن بعد عدة سنوات من انقطاعك عن التدخين ـ والحمد والمنة لله ـ لا يمكن أن نعزيه إلى الانقطاع عن استخدام التبغ تحت لسانك.

أما الوزن فهو أعلى من المتوسط الطبيعي لمثل من في طولك، فهو يجب أن يكون أقل 74 إلا أن هذا لا يشكل مشكلة وليس هو السبب في الأعراض التي تشكو منها.

إن ما تشكو منه هو ما يسمى بعسر الهضم، وهو هذا الشعور بالامتلاء والانتفاخ والذي يترافق بالإمساك في كثير من الأحيان ويظهر الألم ويختفي، لكنه عادةً يكون موجوداً معظم الوقت، ويقدر بأن (25%) من الناس يُصابون بعسر الهضم.

وعسر الهضم ليس مرضاً بحد ذاته، وإنما هو عرض لكثير من الأمراض العضوية وعادات الطعام غير الصحية، فمن أسبابه:

1- كالتهاب المعدة بالجرثومة الحلزونية.

2- القرحة المعدية أو الإثني عشرية .

3- اضطراب في وظيفة المرارة، وغالباً ما يصاحب عسر الهضم الإمساك والإحساس بالانتفاخ - كما هو الحال عندك -.

ومن أهم الأسباب الأخرى للإصابة بعسر الهضم عادات الطعام غير الصحية، ومنها:

4- الإكثار من الأطعمة الدسمة والحارة، وإدخال الطعام على الطعام، والطعام الكثير في حجمه، وسرعة تناول الطعام، فهذا من شأنه أن يؤثر على عدم اختلاط الطعام باللعاب بشكل جيد، وبالتالي لا يُمضغ الطعام جيداً مما يلقي عبئاً إضافياً على عاتق المعدة.

5- تناول الطعام بين الوجبات الرئيسية يفسد الشهية ولا يعطي المعدة فرصتها في الراحة الكافية.

6- والإفراط في تناول القهوة أو الشاي الثقيل يُحدث أثراً مهيجاً في غشاء المعدة، وبالتالي يقلل من تدفق العصارة التي تساعد على الهضم، ومن ثم يحدث عسر الهضم.

7- بعض الأدوية المسكنة وكثرة استخدامها تسبب أيضاً الشعور بعسر الهضم.

8- ومن ناحية أخرى فإن وجود التهاب في اللثة أو الأسنان أو اللوزتين أو الأنف يسبب عسر الهضم نتيجة ابتلاع المفرزات من هذا الالتهاب.

9- القلق وانشغال البال يلعبان دوراً هاماً في حدوث عسر الهضم؛ إذ يعرقلان تدفق العصارة المعدية بشكل طبيعي، وعلى ما يبدو أن هذا العامل له دور في الأعراض التي تشكو منها خاصة مع وجود أعراض مثل نغزات في الصدر وسماعك لضربات قلبك وأنت مستلقٍ على الرغم من طمأنة الطبيب لك أن القلب سليم ـ والحمد لله ـ وعلى ما يبدو أنك عملت تحاليل وأرجو أن تكون طبيعية، وأنت تمارس الرياضة الطويلة ولا تشكو من أعراض من ذلك فهذا مطمئن.

وفي مثل حالك أرى أن تبتعد عن المنبهات وخاصة مع الطعام، والحرص على أن يشمل الغذاء الأطعمة التي تمنع الإمساك، وكذلك مضغ الطعام جيداً، والحذر من مساعدة بلعه بالماء دون مضغ جيد، والاعتدال في تناول التوابل والأطعمة الحارة، وعدم تناول كميات كبيرة من الطعام في الوجبة الواحدة فهذا يثقل المعدة ويسبب النعاس.

وكما ترى فيجب أن تراجع هذه الأسباب كلها لترى إن كان فيها ما ينطبق عليك، وبالتالي إما الابتعاد عنه أو تغييره أو علاجه، فإن لم تتحسن الأعراض يجب مراجعة طبيب جهاز الهضم.
والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا رعد جميل

    السلام عليكم

  • المغرب Amine m’hani

    نفس الشيئ

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً