الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآثار المترتبة على الزواج من رجل مصاب بفيروس الكبد (B)

السؤال

السلام عليكم.

خطيبي أصيب بفيروس (بي) وأريد أن أعرف هل يوجد أمل من الزواج منه؟

والمفروض الابتعاد عنه وعدم إكمال الزواج؛ لأن المرض سينتقل لي إذا تزوجته، ولكني سمعت أن بإمكاني التطعيم ضد الفيروس بشرط التأكد من فاعلية التطعيم، وأن الجسم كوّن مناعة ضد المرض، ولكني أريد أن أتأكد من أن هذا التطعيم فعلاً لن ينقل لي المرض نهائياً أو سيكون هناك احتمالات؛ وبذلك يمكنني الزواج منه.

وبالنسبة للإنجاب فهل مريض فيروس (بي) لا يستطيع الإنجاب لأنه بذلك سينقل الفيروس لزوجته من خلال العلاقة الزوجية أم يستطيع ذلك في حالة التطعيم ضد المرض؟

أرجوكم أفيدوني في هذا الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رباب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: من المهم معرفة وضع خطيبك بالنسبة للفيروس فإن المصابين بفيروس الكبد (بي) 90 - 95% منهم يستطيع الجسم عندهم التخلص من الفيروس، وفقط 5 - 10% منهم يبقى الفيروس في الجسم إما بشكل التهاب كبد مزمن يحتاج للعلاج أو بشكل أن يصبح المريض حاملا للفيروس.

وفيروس الكبد (بي) يتواجد في الدم، وفي الإفرازات المهبلية للمرأة، وفي السائل المنوي، وفي حليب الأم؛ ولأنه يتواجد في اللعاب فقد ينتقل بالقبلات الحميمة التي يتم فيها تلامس اللعاب، وينتقل من الأم للجنين أثناء الولادة، ويمكن أن يكون كذلك بالإرضاع.

والفيروس (بي) يستطيع العيش على سطح المواد الملوثة لمدة شهر؛ لذا فإنه يمكن أن ينتقل من إنسان لآخر عن طريق الشفرة أو موس الحلاقة أو أدوات طبيب الأسنان إن لم يتم تعقيمها واستخدمت لأكثر من مريض، فإن ما يحصل أن تتلوث هذه الأدوات بدم المريض الحامل للفيروس، والذي قد لا يشتكي من أعراض وعندما يتم استخدامها لمريض آخر، وقد يحصل عنده جرح في الفم فيتم انتقال الفيروس إليه من الأدوات ومن الشفرة أو موس الحلاقة عند الحلاق، وكذلك فإنه يمكن أن يتم انتقاله عن طريق المناشف أو البشاكير التي يستعملها المريض إن كانت قد تلامست بدمه ثم استخدم هذه المناشف إنسان عنده خدش في جلده.

كما أنه يجب على جميع أفراد العائلة التطعيم ضد المرض، ولكي نمنع الانتقال علينا اتباع ما يلي:

1- على جميع أفراد عائلتك أن تتلقى الـ(3) جرعات التطعيمية.

2- استخدام العازل الطبي عند المعاشرة الجنسية إذا لم يكن لدى أحد الزوجين مناعة ولم يتلق التطعيم وكان أحدهما مصاباً أو حاملاً للفيروس.

3- ارتداء القفازات عند لمس أو تنظيف لأي دم، وفي حالة عدم توفر قفازات واقية يُنصح عند تنظيف المنطقة التي يوجد بها الدم لشخصٍ آخر أن تُستخدم قطعة من القماش وكثير من الماء بعد التأكد من أنه لا توجد جروح في الأيدي.

4- تجنب الاستعمال المشترك لأدوات الحلاقة؛ مثل الأمواس في محلات الحلاقة، وفرش الأسنان أو الأقراط التي توضع في ثقب الأذن أو الأنف للسيدات وكذلك الأدوات المستخدمة لهذا الغرض، ومقصات الأظافر، وأدوات الحجامة والوشم والختان.

5-- تجنب الاشتراك مع الآخرين في مضغ اللبان أو إعطاء الطفل طعاماً ممضوغاً من قِبَل الآخرين.

6- التأكد من تعقيم الإبر والمعدات الطبية ذات الاستعمال المشترك مثل معدات طبيب الأسنان.

لا ينتقل التهاب الكبد الفيروسي (بي) عن طريق التعاملات البسيطة مثل المصافحة والقبلات العادية التي لا تحمل لعاباً أو تناول طعام تم إعداده عن طريق شخصٍ حاملٍ للفيروس، أو زيارة مصابٍ بالمرض، وكذلك العطاس أو السعال، أو الأكل والشرب من وعاءٍ واحد.

هذا كله في حال أن يكون خطيبك عنده المرض أما إن كانت تحاليله تشير إلى أنه حامل للفيروس، فإن هناك نوعين من حاملي الفيروس:

- الفئة الأولى: من يكون عنده Hbeag positive and hbeab negative وهؤلاء ينقلون الفيروس للآخرين.

- الفئة الثانية: من يكون عنده Hbeag negative and hbeab positive وهؤلاء غير معدين كما هو الحال عندك.

والمرضى من الفئة الأولى هم الأكثر عرضة من مجموعة المرضى الحاملين للمرض؛ لأن يحصل عندهم بعض المضاعفات، من التهاب مزمن وتليف وأورام، وأما الفئة الثانية والذين يكونون غير معدين، فإن إمكانية حصول هذه المضاعفات تكون ضئيلة، وكما قلت فإنهم لا يعدون الآخرين بالطرق العادية التي ذكرت، إلا أنهم قد يعدون الآخرين عن طريق نقل لدم منه لهم.

لذا عليك أن تأخذي التطعيمات الثلاثة، وبين الأولى والثانية شهر، والثانية والثالثة ستة أشهر، إلا أنه يمكن تقليلها عند الحاجة إلى ثلاثة أشهر بعد الثانية، ويمكنك التأكد من فاعلية التطعيم بعمل تحليل بعد أسبوعين من الجرعة الثالثة، وهو تحليل Hbsab ويجب أن تكون النسبة أكثر من 10.

وأما بالنسبة لسؤالك عن الإنجاب والعلاقة الزوجية ففي حال أنك أخذت التطعيمات فإن هذا يحميك من انتقال الفيروس إليك من زوجك ولمدة 20 سنة - إن شاء الله - مع بقاء العلاقة الزوجية والقدرة على الإنجاب لا تتأثر عنده إلا إذا سبب الفيروس تلفا في الكبد، وكما قلت فإن هذا في فيروس الكبد (بي) قليل، وهو يحتاج لمتابعة الطبيب باستمرار، والعلاج إن لزم.

على كل حال كما قلت يجب أن تعلمي ما هو وضع خطيبك بالنسبة للمرض، فإن كان حاملا للفيروس فقط وإن كان من الفئة الثانية أي أن يكون عنده Hbeag negative and hbeab positive فإن ذلك لن يؤثر على حياته مطلقاً، وسيعيش - بإذن الله - حياة طبيعية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر هبه

    شكرآ علي الافاده

  • السعودية ابراهيم الخبراني

    اختي الفاضلة/ اخي الفاضل
    1- الفترة بين تطعيم الجلرعة الثالثة والثانية هي خمسة شهور ويمكن تقليلها الى شهرين او بمسمى آخر ستة شهور من الجرعة الاولى ويمكن تقليلها الى ثلالثة شهور من الجرعة الاولى والفرق بين الجرعة الاولى والثانية شهر
    2- من ناحية المناعة فإنها من 10- 100 المستوى الطبيعي وأقل من 10 الفئة المعرضة وأقل 2 هم الأكثر عرضة للإصابة ولذالك فإنه يجب رفع المناعة الى أعلى من 100 وعندما تكون فوق1000 هو الأفضل على الا يتلقى تطعيمات اذا كانت فوق 1000 لتأثيراته الجانبية على الانزيمات
    3- الاشخاص الواجب تطعيمهم هم الأقل من 100
    4- طريقة فحصه والكشف عنه هو عن طريق الأجسام المضادة بفحص يسمى ب Anti-HBs
    5- يفضل اجراء الفحوصات بشكل سنوي وفي حالة هبوط المناعه اذ جرعه تطعيم بوستر دز جرعة واحدة لفرع المناعه
    6- الفترة القياسية للمناعه تكون من 7 سنوات الى 10 سنوات
    7- يفضل عدم الزواج بمصاب والابتعاد لخطورة المرض واذا لم يظهر في الابناء فإن المرض سوف يعرض الأجيال القادمة للإصابة وتقبلو تحياتي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً