الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العقل الباطن .. ماهيته وكيف نتحكم فيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أحب أن أشكركم على هذا المجهود المبذول، وأدعو الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

سؤالي: ما هو العقل الباطن? وكيف نتعامل معه؟ وكيف نتحكم فيه ونخرج الأفكار والعادات السيئة منه؟
ثانياً: كيف أقوم بعمل دراسة جدوى لأي مشروع؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن مفهوم العقل الباطن أو ما يسمى باللاشعور أتى من المدرسة التحليلية لدرجة كبيرة، فرويد وأتباعه قسموا عقل الإنسان وإدراكه ووعيه إلى: عقل ظاهر -أي الشعور-، وبعد ذلك ما بين الشعور واللاشعور، ثم اللاشعور أو ما اصطلح على تسميته بالعقل الباطن.

والعقل الباطن اعتُقد بأنه مكوّن معنوي أكثر ما يكون مكونا عضويا، وهو المنطقة التي تُخزن فيها بعض الأفكار وبعض الانفعالات العاطفية، ويُقال إن العقل الباطن يستوعب ويستحوذ على ما هو سيئ وعلى ما هو جيد، أي هو عبارة عن مخزن يخرج الإنسان بعد ذلك أيضاً بصورة لا شعورية ما يحتاجه من تفاعل أو وجدان أو عاطفة أو معلومة حسب الموقف.

وهناك تصرفات قد تبدر من البشر لا نستطيع أن نقول إنها إرادية مائة بالمائة، هذه يُعتقد أيضاً أن العقل الباطني أو العقل غير الظاهري أو العقل اللاشعوري هو الذي يحدد مسارها.

من الطرق التي تساعد على إخراج الأفكار من العقل الباطني هو أن يُوضع المريض تحت تأثير بعض الأدوية التي تؤثر على درجة الإدراك والوعي عنده، وهذه تجعله يتحدث باسترشاد من المعالج تجعله يتحدث عن أمور قد لا يستطيع أن يتحدث عنها إذا كان في كامل وعيه وإدراكه.

بعض الذين يميلون إلى الكتمان الشديد، والكتمان يعتقد من الناحية النفسية أنه يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية شديدة، من خلال هذه الآليات العلاجية يبدءون في التحدث، وبعضهم يكون في حالة بكاء!

وقد شاهدنا ذلك كثيراً، وهذا يسمى بالتفريغ النفسي، أي أن التفريغ النفسي هو وسيلة علاجية لإخراج المخزون السيئ من العقل الباطني، وكذلك العادات السيئة.

لا شك أن العقل الباطني أو اللاشعور مرتبط ببقية المكونات وهي العقل الظاهر أو الشعور وما تحت الشعور، فالإنسان حين يكون واضحاً وصريحاً ويتمتع بالوضوح ودائماً يلجأ إلى الأشياء المفيدة في حياته، وتكون أفكاره مستقيمة وسلوكه منضبطاً ومستقيماً، لا شك أن ذلك ينعكس على مخزون العقل الباطني؛ لأن العقل الباطني كل ما يُخزن فيه يمر من خلال الإدراك أو من خلال العقل الظاهري.
فالذي يحسن سلوكه وتصرفه وأخلاقه وأفعاله وانفعالاته لا شك أن عمل وظائف العقل الباطني وما يُخزّنه سوف يكون أيضاً في حدود المعقول ولا يسبب له أي نوع من الاحتقانات النفسية السلبية.

وأما سؤالك الثاني فإني لست خبيراً فيما يعرف بدراسات الجدوى للمشاريع، فهذه يقوم بها مختصون والذين لديهم معرفة بالأمور الاقتصادية من الناحية العلمية، ولكن المفهوم العام لها هي أن الإنسان يكون لديه مقترح لمشروع ما، بعد ذلك يتدارس مُدخلات هذا المشروع، متطلبات هذا المشروع، وعائد هذا المشروع، وتكون هنالك خارطة زمنية، وتكلفة اقتصادية.

ولا شك أن دراسة الجدوى يجب أن يقوم بها خبير، وفي المواضيع الصغيرة يضع الإنسان بعض أفكاره ويعتبرها دراسة جدوى، ولكن نقول إن دراسة جدوى تقوم على أسس علمية، فمثلاً إذا أراد أحد الناس أن يبني بيتاً في منطقة ما ويقوم بإيجاره، فيجب أن تُحسب تكلفة هذا البيت والعائد السنوي، وبعد ذلك حسب مسار السوق في تلك المنطقة يستطيع أن يقول إنه بعد كذا من السنوات سوف أسترد قيمة البيت.

فمثلاً يُعرف أن استرداد القيمة في كثير من البلدان ربما يكون من أربعة إلى اثنتي عشرة سنة، وهكذا، هذا مثال بسيط، وأنصحك بأن تقابل أحد الأخصائيين في مشاريع دراسات الجدوى، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً