الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف النجاة من مكائد الشيطان وتزيينه؟

السؤال

كيف أنجو من مكائد الشياطين ومن تزيينه وأمانيه وفخوخه، وكيف أثبت على طريق الاستقامة، وكيف آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر؟ علماً بأني أتعلم العلم الشرعي.

وجزاكم الله خيراً ونفع بكم الأمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت بسؤالك عن النجاة من مكائد الشيطان وحبائله، وكيفية الثبات على طريق الاستقامة، وكيفية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكلها أسئلة كبيرة تدل على علو همتك، فنسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك للخير ويدلك عليه، ويعينك على التزام الطريق الموصل إليه سبحانه.

ولا يخفى عليك أيها الحبيب عظيم مكر الشيطان بهذا الإنسان، وكيده الدءوب لمحاولة إغوائه، ولكن الله تعالى أخبرنا بأن كيده ضعيف إذا قوبل بالإيمان والاستعانة بالله، وللنجاة من غوائل كيده ننصحك باتباع الآتي:

1- أكثر من مجالسة الصالحين، وحضور مجالس الذكر والعلم؛ فهي مجالس الملائكة وتطرد عنها الشياطين.

2- داوم على قراءة القرآن، وأكثر من ذكر الله؛ فإن الشيطان يخنس عندما تذكر الله تعالى.

3- داوم على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم ودخول الخلاء ونحو ذلك من الأذكار الموظفة.

4- أكثر من الاستعاذة بالله تعالى كلما دعاك الشيطان إلى عمل شر أو تقصير في واجب.

5- جاهد نفسك لتكميل إيمانك بأنواع الطاعات واجتناب المحرمات فإن الشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا كما أخبر الله تعالى في كتابه.

وأما الثبات على طريق الاستقامة فهو أمر يسير -إن شاء الله-، إن استعنت بالله وصدقت في اللجوء إليه، فإنه سبحانه يثبت الذين آمنوا كما أخبر في كتابه، ومن التدابير التي ننصحك بالأخذ بها لتحصل هذا الثبات ما يلي:

1- ملازمة الرفقة الصالحة التي تدل على الخير وتحثك عليه، فإن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، وقد سأل موسى عليه السلام ربه أن يرسل معه أخاه هارون ليعينه على التسبيح والذكر الكثير فقال: (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا)، [طه:33-34]، فإخوانك في الله يذكرونك إذا نسيت، ويعلمونك إذا جهلت، ويعينونك إذا ضعفت.

2- مجاهدة النفس للقيام بالفرائض فالطاعات تدعو إلى الطاعات، وقد قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا)، [النساء:66].

3- عدم إرهاق النفس وتكلفتها من العمل ما لا تطيق، بل ينبغي تكلف ما يستطيعه الإنسان من العمل، مع التنويع في الطاعات فهذا يطرد السآمة والملل عن النفس ويرغبها في الخير.

4- اللجوء إلى الله تعالى باضطرار وصدق، وسؤاله التثبيت؛ فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه سبحانه يقلب القلوب كيف يشاء، وإذ أخذت بهذه الأسباب فأحسن الظن بالله تعالى وأنه لن يضيع أجرك بل سيتولاك ويعينك.

وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي من أشرف الوظائف والأعمال التي يقوم بها المؤمن في هذه الحياة، وهي وظيفة الأنبياء وورثتهم، وقد رتب الله تعالى عليها الأجر الجزيل، ولكنها مع ذلك تحتاج إلى فقه بالشرع، وفهم للواقع حتى لا يفسد الإنسان أكثر مما يصلح.

ومن ثم فإننا ننصحك بالاستزادة من العلم الشرعي ما استطعت، ومحاولة التبصر والفهم للواقع الذي تعيشه، ومن أهم الأمور التي ينبغي أن تفهمها لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ما يلي:

1- ضرورة معرفة حكم الشرع فيما تريد الأمر به أو النهي عنه؛ فكثيرا ما يتوهم بعض الناس أن أمراً معيناً منكراً، والحق أنه ليس كذلك وكذلك العكس.

2- ضرورة الموازنة بين الإنكار والسكوت؛ إذ لا يجوز الإنكار إن كان سيؤدي إلى منكر أعظم منه.

3- معرفة مراتب الإنكار وأن الإنكار باليد لا يشرع إلا عند القدرة ولمن له سلطان.

4- محاولة مجاهدة النفس للعمل بالمعروف الذي نأمر به والكف عن المنكر الذي ننهي عنه، فهذا مدعاة لقبول نصحنا، إلى غير ذلك من الآداب التي ينبغي أن تقرأها وتعرفها لتدعو إلى الله تعالى على بصيرة كما أراد الله سبحانه.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على بعض الوسائل للثبات على الإيمان في الاستشارات التالية: (242589 - 257232 - 278495).

وفقنا الله وإياك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً