الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشخيص فرط الحركة وضعف التركيز عند البالغين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي قراءتي عن داء (Adhd) انطبقت علي بعض أعراضه، فهل هناك دواء آمن تصفه لي مع طريقة استعماله؟

ولدي استفسار عن ريتالين هل هو دواء جيد لهذا الداء؟ وما هي آثاره الجانبية؟ وهل يسبب الإدمان؟ وهل الأدوية المستخدمة ليست علاجاً نهائياً؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الحكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن لا نشجع أبداً أن يقوم الناس بتشخيص أنفسهم، خاصة فيما يتعلق بالأمور العصبية والنفسية، وهذا ليس بقصد حرمان الناس من الاطلاع أو المعرفة أو إبداء رأيهم حول أنفسهم، ولكن التخوف هو أن يُلصق الإنسان بنفسه مسميات طبية خطيرة، ولها تبعاتها وإفرازاتها السلبية عليه من النواحي الاجتماعي والصحة النفسية.

عموماً أنت في رسالتك ذكرت أنك ترى أنه تنطبق عليك بعض أعراض متلازمة إفراط الحركة وضعف التركيز الذي ينتج عنه، وكما تعرف هذه العلة نشاهدها كثيراً عند الأطفال، ولكن في خلال السنوات الأخيرة أظهرت بحوث كثيرة خاصة من أمريكا أن هذه العلة يمكن أيضاً أن تُوجد لدى الناس الكبار - أي البالغين – وإن اختلف الوضع أو الصورة السريرية أو الإكلينيكية ما بين الحالة في مرحلة الطفولة والحالة بعد البلوغ.

ونصيحتي الأساسية لك هي أن تقابل أحد الأطباء النفسيين ليقوم بدراسة كاملة لأعراضك التي تعاني منها، ومن ثم يمكن الوصول إلى التشخيص الصحيح.

داء فرط الحركة وضعف التركيز لدى البالغين ربما يُخلط بينه وبين الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من النوع البسيط، أو ربما أيضاً يحدث تشابك أو خلط بينه وبين ما يمكن أن نسميه بالشخصية الاندفاعية، أو ما يسمى بالشخصية الانفعالية الانفجارية، هذا أيضاً مسمى أو تشخيص نفسي معروف لدى الأطباء النفسيين.

عموماً هذا هو الذي أنصح به، وأقول لك أن الأدوية توجد بفضل الله لعلاج داء فرط الحركة وضعف التركيز، والعلاج الأفضل في الأطفال لا شك أنه يتكون من مشتقات الأنفتامينات، وعلى رأسها الريتالين الذي ذكرته، والريتالين نفسه توجد منه مستحضرات أخرى تتميز بأنها تظل في الدم لفترة أطول؛ لأن الريتالين يُعاب عليه أنه لا يظل في الدم أكثر من ست إلى سبع ساعات، مما يعني يجب أن تكون الجرعة ثلاث مرات في اليوم على الأقل.

بالنسبة للكبار فالريتالين جيد، ولكن نسبة لأنه ربما يؤدي إلى التعود والإدمان، فبعض الأطباء يميل لاستعمال أدوية أخرى مثل مثبتات المزاج، إعطاء مضادات الاكتئاب بجرعة صغيرة أيضاً تساعد، إعطاء مضادات الذهان بجرعات صغيرة أيضاً تساعد، والآن هناك دواء يعرف تجارياً باسم (استراتيرا Strattera) ويعرف علمياً باسم (Atomoxetine)، وقد ظهر في الأسواق قبل أربع سنوات، وهو الآن من الأدوية التي تعطى حتى بالنسبة للأطفال الذين يعانون من هذه الحالة.

الاستراتيرا يتميز بأنه دواء غير إدماني، ويتميز أيضاً بأنه لا يحتاج لوصفة طبية خاصة، وهو يعمل بصورة مختلفة تماماً من عمل الريتالين، ولا نستطيع أن نقول أنه يسبب آثاراً جانبية رئيسية، فقط يُعاب عليه أنه بطيء الفعالية، والبناء الكيميائي، هذا الدواء قد يستغرق شهرين ليأتي بفعاليته.

والأدوية المستخدمة هي مشتقات الأنفتامين، ومنها الريتالين، ومنها (كونسيرتا Concerta)، وكان هناك دواء أيضاً يعرف باسم (مدافلين)، ولكنه الآن لا يستعمل، ومضادات الاكتئاب، مضادات الذهان، مثبتات المزاج بجرعات صغيرة أيضاً لها دور في علاج هذه الحالة، ولا أستطيع أن أقول لك أنه يوجد علاج نهائي لداء فرط الحركة، ولكن يُعرف عنه تماماً أنه يتلاشى بتقدم الأيام والعمر، وهذه بشارة كبيرة.

بعض المختصين يعالج هذه العلة أيضاً سلوكياً ً، وذلك من خلال برامج معينة لتحسين التركيز وتقليل الحركة، وحقيقة الذي أريده أن أقوله مرة أخرى هو أني لا أريدك أبداً أن تُلصق بنفسك هذا التشخيص قبل تُعرض نفسك على طبيب، ونشكرك على ثقتك وتواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً