الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من القلق من فشل الحياة الزوجية؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر 30 عاماً، مقدم على منعطف مهم بحياتي وهو زواجي، ولكنني أخاف الفشل في العلاقة الجنسية، وعندي قلق من احتمالية فشلي، فأرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على ثقتك فيما يقدمه إسلام ويب، وعلى تواصلك مع موقعك هذا، وأسأل الله لك التوفيق في زواجك وأن يجمع الله بينك وبين زوجتك على الخير والبركة.

فإن القلق نحو الزواج هو قلق طبيعي وقلق إيجابي جدّاً، وأن يكون الإنسان متخوفاً بعض الشيء من أمور كثيرة فيما يخص المعاشرة الجنسية وفيما يخص حفل الزواج ومقابلة الناس، هذا نوع من القلق الذي نعتبره إيجابياً وطبيعياً ومهما وضروريا من أجل النجاح في كل هذه الأشياء التي ذكرناها.

أنا أود أن أؤكد لك وبصورة قاطعة ومؤكدة وتقوم على أسس علمية صادقة وهو أن الفشل لن يكون -إن شاء الله تعالى- من نصيبك أبداً، فإن شاء الله تلتقي مع زوجتك لقاء طيباً، -وإن شاء الله- تنجح في المعاشرة الزوجية وفي كل ما يتعلق بحياتك الأسرية.

أولاً: أريدك أن تتذكر شيئاً مهما جدّاً وهو ما يثار وسط بعض الشباب حول المعاشرة الزوجية والمعاشرة الجنسية هو كلام غير مقبول ومعظمه غير صحيح، وهذا قطعاً لا يجوز؛ لأن الإنسان يجب ألا يفصح عما يدور بينه وبين زوجته على فراش الزوجية، فإذن يجب ألا تستمع مطلقاً لما يذكره لك بعض الشباب، أنا حقيقة لا أعرف إن كنت قد مررت بمثل هذا أم لا، هل حدث أن جالست شباباً يتحدثون في مثل هذه المواضيع أم كل رفقتك ولقاءاتك هو مع شباب ملتزمين ولا يتحدثون في مثل هذا الأمر؛ لأنه يعتبر أمراً خاصا وأمرا يجب أن يعامل بالسرية.

يُشاع وسط بعض الشباب أن غشاء البكارة يجب أن يُفضّ في نفس اللحظة ويجب أن تسيل الدماء من الفتاة وهكذا. هذا أقول لك بكل صراحة ووضوح وبساطة: هذا كلام فارغ وكلام مرفوض تماماً.

ثانياً: اتباع المنهج الذي ورد في السنة حين تلتقي مع زوجتك هو المنهج المطلوب والمحبذ.

ثالثاً: أعرف أن زوجتك أيضاً قلقة بعض الشيء حين تلتقي معك؛ لأنها قطعاً سوف تشعر بالخجل، فربما تكون استمعت أيضاً إلى بعض الأشياء غير الصحيحة من الفتيات حول الزواج وحول لقاء الزوج، وأن العملية الجنسية مؤلمة، وأشياء من هذا القبيل، فأنت يجب أن تكون في موقف المطمئن لها، ويجب ألا تشرع مباشرة في المعاشرة، كن لطيفاً، كن مداعباً، ابدي سعادتك لها للقائك معها، وهذا بالطبع أمر طبيعي، لأنها فعلاً لحظات سعيدة جدّاً بالنسبة لك ولها، وأؤكد لك أنه سوف تمر الأمور - إن شاء الله تعالى – بصورة طيبة جدّاً.

رابعاً: الخوف من الفشل شيء غير مرغوب فيه؛ لأن الخوف من الفشل هو الذي يولد الفشل، والعملية الجنسية هي عملية غريزية طبيعية جدّاً، ونحن نقول أن كل من يأتيه انتصاب مرة أو مرتين في الشهر خاصة في الصباح يعتبر أمراً طبيعياً جدّاً، وسوف يوفق في معاشرته الجنسية والزوجية.

إذن هذه العوامل يجب أن تضعها في مخيلتك، وأن تتعامل مع الأمر بصورة طبيعية وبسعادة وبتشوق، وأن ترى في زوجتك مصدر السكينة والرحمة وتبادلها المودة، وتسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، فأرجو ألا تقلق مطلقاً حيال هذا الأمر.

هذه هي النصائح التي أوجهها لك، ولا أعتقد أنك في حاجة لأي علاج دوائي، وأسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يسدد خطاك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً