الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب الإمساك وعلاجه وأعراض الارتجاع المريئي وعلاجه.

السؤال

السلام عليكم.

لدي إمساك متكرر، وأصبت قبل شهرين بالقيء وإخراج جزء من الأكل مع خروج مادة حمضية شديدة، مع الشعور بارتجاع الطعام إلى المريء، فأفيدونا مشكورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فإن أكثر سبب للإمساك هي العادات الغذائية، وهذا النوع من الإمساك هو الشائع ويصيب (5%) من الناس، ويكون سببه عادات الأكل الغير صحية، كالاعتماد على تناول أنواع معينة من الطعام مثل الطعام الذي لا يحتوي على ألياف وينتج فضلات قليلة كاللحوم ومعظم أنواع الأرز، والطعام الذي يسبب قساوة أو صلابة البراز كالأجبان، والتغيير في طبيعة الطعام، وقلة تناول السوائل يسبب الإمساك وقلة المشي كذلك.

وهناك بعض الأدوية تسبب الإمساك مثل: بعض مضادات الحموضة، بعض مخففات (مضادات) السعال التي تحتوي على الكودايين، أملاح الحديد، بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، ومن الأسباب أيضاً نقص الغدة الدرقية -إلا أن هذا يكون مزمناً- والقلق النفسي.
لذا فإنه من المهم معرفة أمور كثيرة من التي ذكرتها لمعرفة سبب الإمساك، وعلى كل حال إن لم يكن هناك أي ألم في البطن أو أي من الأمور التي ذكرتها فإنه يمكن تناول بعض الأدوية التي تساعد على التخلص من الإمساك مثل تحاميل الغليسيرين، ويمكن أن تتناول دواء اللاكتلوز، وهو شراب ويمكن أخذ 30 ملجم منه مرتين في اليوم أو أكثر إن لزم.

وهناك وسائل كثيرة يفضل الأخذ بها للتخلص من الإمساك، وهي :

1- الإكثار من شرب الماء، وإذا كان الإنسان صائما فيكون ذلك بعد الإفطار.
2- يجب الإكثار من الأطعمة التي فيها ألياف مثل الخبز بالنخالة والخضروات.
3- يجب المحافظة على حركة الأمعاء الطبيعية حتى لو لم يكن هناك رغبة للإخلاء (التبرز)، ويجب الاستجابة للرغبة في الإخلاء وعدم كبحها.
4- استعمال المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من النخالة والألياف كالميتاميوسيل (Metamucil) أو سيترايوسيل (Citrucel)، ويمكن استعمال كذلك اللاكتولوز 20 ملجم أو أكثر كل يوم.
5- التقليل من تناول الأطعمة التي تسبب الإمساك (منتجات اللبن، أرز أبيض، الموز) قد يساعد أيضاً للتقليل من تناول الأطعمة التي بها دهنيات.
6- ممارسة الرياضة والحركة، وتجنب الشاي أو القهوة الثقيلة

أما ما تعاني منه من الشعور بالحموضة وارتجاع الطعام إلى المريء فإنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم فإنه لا يكون هناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، وهنا تحدث المشكلة.

ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً، ومن العوامل التي تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة ما يلي: (امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب)، كما أنه أحياناً يكون الارتجاع مترافقاً بفتق فم المعدة مما يضعف كثيراً عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.

ومن أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول الأكلات السالفة الذكر، ومن الأعراض الأخرى طعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيقٍ حاد في التنفس، ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

ولتشخيص المرض لابد من عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وعمل منظار للحنجرة أو فحص للمريء بالصبغة عند الحاجة، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء وتركيب جهاز خاص لمدة أربع وعشرين ساعة لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك.

العلاج يبدأ بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمتراً حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

العلاج الدوائي يكون بإعطاء أدوية مضادة للحموضة مثل الأدوية التالية: (Omeprazol 20MG، Pariet 20MG، Lanzoprazole 30MG، Nexium 20 MG)، ويؤخذ مرة واحدة وأحياناً مرتين في اليوم قبل الطعام، نسأل الله أن يشفيك ويعافيك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً