الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الخطوات المناسبة لدعوة زميلي النصراني إلى الإسلام؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاماً، تعرفت إلى شاب ليس مسلماً بل هو نصراني، خطر ببالي أكثر من مرة أن أدعوه إلى الإسلام.

أنا أتعامل معه على أساس الصدق وعدم الكذب وأتعامل معه بكل لين واحترام، حيث إنني عندما يحدث نقاش في الدين بالنسبة لدينه أسمع الكلام كاملاً بدون ضحك، وأنا من الداخل أتألم على سذاجة منطقهم، وأتركه يكمل، وحين إكماله إن رأيت في نفسي القدرة على إيصال معلومة ما أوصلت، وإن لم أقدر لا أتكلم بالموضوع، لكن هو بالعكس، مرة سألني كيف رمضان؟ هل أنت متابع لمسلسلات رمضان؟ أجبته أني أنا الحمد لله سعيد برمضان، وهذا شهر السعادة وأني سعيد جداً، ولا أتابع المسلسلات ولا الأفلام لأنها حرام، فكانت ردة فعله الضحك والاستهجان، وكأنه يتألم على حالي بأني لا أحضر المسلسلات والأفلام، فكانت ردة فعلي أنا مغايرة على ما هو عليه قلبي.

حاولت إنهاء الحديث كي لا أتكلم بكلمة تنفره من الإسلام، وهذا حاله في جميع النقاشات التي هو يبدأ بها معظم الأحيان.

ملاحظة: أنا أقدر على الاستهزاء بدينه عندما يتكلم وأمارس عادته كما يفعل، ولكن كي أقربه للدين أصغي وأفعل كما قلت آنفاً.

الآن قررت أن أدعوه للإسلام، ولكن هذه المعيقات تعيق سيري:
أولاً: هو مقتنع بدينه ومتمسك به ليس عن اقتناع، بل عن سهولة، حيث إنه يرى الدين الإسلامي أنه دين يضيق على معتنقيه كثيراً، ويرى أنه يحرم الكثير، فهو مثلاً يستغرب كيف لا نسمع الأغاني، ولا نرى المسلسلات والأفلام ونغض البصر، قال لي بعد نقاش عادي عن تحريم بعض الأشياء في الإسلام: "أنا مكيف بديني".

ليس عنده تفكير بالأمور الدينية، وفهمت منه أن الدين عنده شيء ليس له علاقة بالحياة، فالدين عنده فقط كلام لا عمل، حيث إنه تكلم مرة معي وجاءت سيرة الموت فقال بما معناه: "الله أعلم ماذا سيكون بنا، يالله ليوم الموت يفرجها الله" وأقفل الموضوع وكأنه يرى نفسه سيعمر طويلاً.

هذا الحال بشكل مختصر، أسئلتي هي:
أولاً: هل تعاملي معه سليم؟
ثانياً: كيف أبدأ معه الطريق الذي يوصل للهداية؟ يعني كيف أبدأ؟
ثالثاً: ماذا أقرأ أو ما هو العلم الذي يجب علي أن أتحصن به؟
أريد منكم بعض التوجيهات المهمه لهذا العمل؟

شكراً لكم على سعة صدركم، وأنا حاولت أن أضعه في بند الاستشارات ولكن لم أتمكن، أرجو أن تجيبونني؛ لأني أريد أن أصحبه معي إلى الجنة إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الفارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك مأجور على إرادتك الخيرة ومشاعرك النبيلة، ونحن سعداء بحرصك على هدايته، وقد أسعدتنا بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يهديه على يديك ليكون في ميزان حسناتك يوم القيامة، وقد أحسنت بعدم ممارسة الاستهزاء بدينه رغم بطلانه، فالمسلم مأمور بعدم السخرية والاستهزاء أو السب لآلهة الكافرين، ليس لأنها حق ولكن لأن ذلك قد يحملهم على مزيد من التطاول على جناب الله تعالى، قال تعالى: ((وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ))[الأنعام:108].

وأرجو أن تظهر لصديقك جمال الإسلام، مع ضرورة أن يرى السعادة ظاهرة عليك، وأرجو أن تسير معه بالخطوات الآتية:

(1) كثرة اللجوء إلى الله؛ لأن الهداية بيده سبحانه.
(2) بيان عاقبة اتباع الشهوات والنظر في القنوات، فإنها تجلب الحسرات وتجر إلى المنكرات، وتوصل إلى الأمراض الفتاكة.
(3) شرح حقيقة الموت كما يفهمها المسلم، وهذا باب عظيم لإقناع الماديين والكافرين، وذلك لأن الإسلام وحده هو الذي يجيب على التساؤلات الحائرة.
(4) مناقشته بهدوء في عقيدة التثليث.
(5) الاستفادة من مؤلفات وأشرطة الشيخ (أحمد ديدات) رحمه الله تعالى.
(6) الثناء على الجوانب الإيجابية في شخصيته.
(7) بيان حقيقة نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام كما جاء في القرآن.
(8) قراءة الكتب المتخصصة للذين أسلموا من القساوسة، وهي في الغالب تحت عنوان: (كيف أسلم هؤلاء) أو (مشاهير دخلوا في الإسلام).
(9) حاول الاقتراب منه وتقديم المساعدات اللازمة له.
(10) الاستفادة من الكتب الموجودة في المراكز الإسلامية والمؤسسات الدينية.
(11) طلب المساعدة من الدعاة المتخصصين في دعوة غير المسلمين في المراكز الإسلامية والمؤسسات الدينية.
(12) الحرص على تطبيق الإسلام والالتزام بآدابه، والمسلم داعية لإسلامه بسمته وأخلاقه، وداعية إلى الله بأقواله وفعاله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلم أن الإخلاص هو سر النجاح، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن ينفع بك البلاد والعباد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً