الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف تجاه من طلبت رأيي في خاطب لديه مخالفات؟

السؤال

السلام عليكم

لدي صديق شاب يقول: إنه مؤمن ومسلم، حيث يحفظ من القرآن، ولكنه يتصرف تصرفات لا تدل على أنه بحق شاب مؤمن، ومن ذلك أنه أخطأ بحقي كثيراً.

تقدم هذا الشاب لخطبة صديقة لي من المؤمنات المحجبات، وهي أفضل منه، وتستحق أفضل منه، وهي لا تعرفه، فطلبت رأيي فيه، فماذا أقول لها؟!

في الحقيقة هو كان على علاقة مع فتاة أخرى عندما تقدم لخطبتها، وتلك الفتاة متعلقة به ولم يخبرها أنه لا يريدها، بل قال: إنه يحبها ويريدها، ويمكنني أن أخبرها أنه إنسان جيد كما يظن الذين من حوله، وذلك لكي تقبل به لعلها أن تصلح من شأنه وتغيره للأفضل.

أشيروا علي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن هذا موطن لا يقبل فيه إلا الصدق، والمستشارة مؤتمنة، ومن الإنصاف أن تذكري لها ما عنده من الإيجابيات ثم ما علمت عنه من السلبيات، وأن تعطيها فرصة لتقرر بنفسها، أو تطالبيها بأن يسألوا عنه ويتوسعوا في السؤال، مع ضرورة أن يكون كل ذلك وفق الضوابط الشرعية، بحيث لا يخرج الكلام عنها، ويفضل أن يكون السؤال بواسطة محارمها من الرجال، وعليهم في حال الرفض أن يحسنوا الاعتذار.

رغم أنه لم يتضح لنا نوع وحجم الخطأ الحاصل منه في حقك، إلا أن الإنسان لا يحكم عليه بموقف أو موقفين، ولكن يرصد ما عنده من إيجابيات وسلبيات، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته.

من ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط

وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.

أما قولك إنه مؤمن وهي مؤمنة؛ فنحن نفضل أن تستبدليها بمسلم ومسلمة، أو نقول نحسبه كذلك، ولا نزكيه على الله، ولا يفوتنا أن نلفت انتباهك لمسألة الصداقة، وهي أنها لا تكون بين فتاة وشاب أجنبيين عن بعضهما، والفتاة تصادق الفتيات، فكوني على حذر بارك الله فيك، واستبدلي صداقة هذا الشاب بالصالحة من الأخوات.

على تلك الفتاة أن تصلي صلاة الاستخارة، وهي طلب الدلالة على الخير ممن بيده الخير، وعليها كذلك أن تسأل عن صلاته وعن أحوال أسرته، ثم عليها أن تشاور من حضرها من محارمها ثم تتأمل في الذي تميل إليه، وعليها أن تنظر في الخيارات والفرص البديلة المتوقعة، وهي أعرف الناس بما يصلح لها، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

هذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه، وعليك بالنصح لإخوانك وأخواتك، مع ضرورة أن تشغلي نفسك بما يرضي الله، واحذري من العلاقات المحرمة التي تكون عاقبتها الندم والخسران، نسأل الله أن يقدر لصديقتك الخير حيث كان ثم يرضيها به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً