الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تبرم الرجل من ظهور الفتاة العاقد عليها على أبناء عمها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
لقد سبق أن بعثت لكم رسالة عن شدة الغيرة، وقد أفتيتموني وجزاكم الله كل خير.
ولكن في هذا العصر يوجد عدة مشاكل وخاصة عند الخاطبين "مع عقد القران" وهي عدم طاعة الخطيبة لخطيبها في أمور مهمة كالخروج والاختلاط مع أولاد العم أو الخالة "دون خلوة" وقد بينت لها ذلك، ولكن تعود وتجلس معهم لضيق منزلهم، أنا لا أريد مثل هذه الأشياء، وقد أفكر كثيراً في الفراق، مع العلم أنه قد حصل بيننا مودة وقد تعرفنا على بعض، وكذلك أهلها وأهلي، هل من حل لهذه المشكلة إذا أنا أريد الزواج، ولكن حتى يترتب علي تجهيز المنزل، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: زادك الله حرصاً وثبتك وسددك، وشكراً لك على هذا الحرص على الخير، وأسأل الله العظيم أن يهيئ لك منزلاً مباركاً تقيم فيه أحكام الله، وتؤسس بيتك على تقوى من الله ورضوان، ولا شك أن للاختلاط آثار خطيرة جداً، ولذلك رفضته الشريعة المباركة، وباعدت بين أنفاس الرجال والنساء، وكان في دقة التعبير القرآني النهي عن مجرد الاقتراب من الزنا والفواحش، فقال تعالى: ((وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى...))[الإسراء:32]، وقال:
((وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ))[الأنعام:151].
كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر

والكمال في المرأة أن لا ترى الرجال ولا يراها الرجال إلا المحارم، أما أبناء الأعمام والخالات فربما كانوا أخطر من غيرهم؛ لأنهم لا يتهمون، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (الحمو الموت). والمرأة التي تجالس الرجال قد يتعلق قلبها ببعضهم، وكذلك الرجال، ثم يحال بينهم ويبين تحقيق ما يريدون بالوسائل المشروعة فتكون الكارثة، وقد وصف القرآن نساء الجنة بأنهن قاصرات الطرف، وهذه صفة كمال في المرأة أن يكون بصرها وإعجابها محصورا على زوجها فقط.

والصواب أن تجتهد في الحصول على منزل ولو بالإيجار حتى تستطيع أن ترى زوجتك على المنهج الذي تريده، وتحدد لها من يسمح له بالدخول، ولا يجوز للمرأة أن تأذن في بيت زوجها إلا بإذنه ولمن يرتضي.

كما أرجو أن تبين لها خطورة مسألة الجلوس مع الأقرباء بهذه الطريقة، ثم تبين لها أن طاعة الزوج من طاعة الله ورسوله، وواجب المرأة أن تطيع زوجها في المعروف، وإذا عرفت هذه الزوجة حكم هذا الأمر وتبينت لها آثار الاختلاط على الأسرة والمجتمع، وضرورة الحرص على حجابها وسترها الكامل مع تجنب الخلوة كما ذكرت حتى لا يكون الشيطان هو الثالث والعياذ بالله.

ولا أشجعك على الفراق حتى تعجز عن الإصلاح، وابدأ بالبيان والتوضيح وتوفير الوسائل المعينة على الخير والالتزام، والرجال قوامون على النساء، وتأمل جوانب الخير في هذه المرأة وقارنها مع السلبيات، وعندها سوف يسهل عليك اتخاذ القرار المناسب بإذن الله.
أسأل الله لك التوفيق السداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً