ما سبب تدخين الشباب في سن المراهقة؟

2006-05-31 13:09:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

لماذا الشباب يدخنون في سن المراهقة؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية عوادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فجزاك الله خيراً -أيتها الابنة الفاضلة - على هذا السؤال الطيب.

لا شك أن التدخين من العادات البغيضة جدّاً، وهو حقيقةً يضر بالصحة بشكل بليغ، وأضرار التدخين معروفة للناس، والتدخين من الناحية الشرعية أجمع الكثير من العلماء على حرمته، وهو بكل أسف منتشر جدّا في منطقتنا، ولكن بحمد لله تعالى أصبح الناس في الأوانة الأخيرة أكثر وعياً بأضراره، وهذا الارتفاع في الوعي لا شك أنه يعتبر بشارة طيبة للقضاء على هذه العادة البغيضة.

السبب في أن الشباب يميلون إلى التدخين؛ هنالك عدة أسباب:

أولاً: لا شك أن فترة اليفاعة والشباب هي فترة التكوين الجسدي والوجداني والعاطفي، وفي هذه الفترة يسهل التأثير الخارجي على الشاب، ومن هنا يتأثر الشباب كثيراً بالدعاية التي تقوم بها شركات السجائر، ولذا نلاحظ أن الكثير من الدعايات البغيضة والمرفوضة ترتبط دائماً بالرياضيين والمغنيين؛ لأن هذه الشخصيات يتخذها بعض الشباب كمثال أو قدوة له بكل أسف، إذن فشركات السجائر والدعاية التي تقوم بها، هي واحدة من الأسباب الأساسية التي تجعل الشباب أكثر جاذبية للتدخين.

السبب الثاني: هنالك مشاعر داخلية للشباب أن التدخين يكمل من رجولته، ويجعله أكثر اقتداراً وأكثر قبولاً من الناحية الاجتماعية، إذن هو نوع من البحث عن إكمال الذات، وهذا من الأسباب الكبيرة جدّاً.

ثالثاً: بعض الشباب يدخل في التدخين فقط بقصد التجربة، يريد أن يجرب ما يقوم به الآخرون، ويسأل نفسه داخلياً: لماذا لا أقوم بذلك؟ وتستهويه العادة ويستمر بها.

رابعاً: لا شك أن هنالك ما يعرف بضغط الزمالة، وهو التأثير الذي يجده الشاب من أقرانه، وهنالك بعض الأصحاب السيئون الذين يروجون لهذه العادة الرذيلة السيئة، فيقول له صديقه: لماذا لا تجرب؛ هل أنت لا زلت صغيراً؟ أنت قد كبرت وجرب، وهكذا.. وهذا بالطبع يؤدي إلى كثير من الانقياد، خاصة إذا كان الشاب صغيراً في السن، ويسهل التأثير عليه، ولم يكتمل البناء النفسي لشخصيته.

من الأسباب أيضاً: هنالك بعض الشباب -بكل أسف- ينتمون إلى أسر لا تحارب التدخين، أو ربما تقره، أو حتى ربما تشجع عليه، كأن يسأل الوالد ابنه أن يحضر له علبة السجائر، لا شك أن هذا يؤدي إلى نوع من الارتباط الذهني بين هذا الشاب وبين السيجارة، وهو نوع من الإقرار الاجتماعي المرفوض جدّاً.

من الأسباب أيضاً: أن الشباب لا يعي حقيقة الأضرار البليغة، خاصة الأضرار الصحية، التدخين يؤثر على القلب، ويؤثر على الكبد، ويؤثر على الكلى، ويؤثر على الصدر، وكل أعضاء الجسم يؤثر عليها تأثيراً سلبياً شديداً، لا شك أن فترة الشباب واليفاعة هي فترة الفتوة والقوة، ويرى الشباب أن هنالك مبالغة من جانب الذين يتحدثون عن الأضرار الصحية التي يسببها التدخين، ويرى نفسه قوياً وفتيا، ولا يعير الأمر أي نوع من الاهتمام.

من الأسباب أيضاً: لا شك أن مادة النكوتين التي توجد في السيجارة هي مادة استشعارية؛ بمعنى أنها تؤدي إلى نوع من الشعور بزيادة التركيز قليلاً واليقظة لدى الإنسان، وتزيد من انتباهه، خاصة في أيامها الأولى، ولذا تتحايل الكثير من شركات السجائر بأن تعلن أن هذا النوع من السجائر قليل النكوتين، ولكن حقيقة الأمر تضع تركيزا أعلى من النكوتين حتى يؤدي إلى تأثيره الكيميائي.

لا شك أن ضعف الوازع الديني لدى الشباب من الأسباب الهامة جدّاً للتدخين؛ لأن الإنسان الملتزم بدينه يكون إنساناً منضبطا اجتماعياً، ولا يقرب الحرمات، ولا يقرب الشبهات، ولا يقرب –مطلقاً- الأشياء التي تضر بصحته.

إذن: قلة الوعي الديني، وقلة الوعي الاجتماعي، والتساهل الأسري، والتساهل الاجتماعي، كلها بلا شك عوامل فعّالة جدّاً في انتشار التدخين وسط الشباب.

أرجو أن تكوني داعية لمحاربة التدخين، وفي هذا إن شاء الله أجر عظيم لك.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net