تسبب البواسير في النزيف الشديد من فتحة الشرج وعلاجها

2010-01-06 10:44:53 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

والدي عمره ست وستون سنة، يعاني من نزيف شرجي مزعج، وأجرى تنظيراً للأمعاء، وهي بسبب البواسير، ولكن لا يوجد علاج أو طريقة للتخلص من هذا النزيف! فأحياناً يكون النزيف شديداً بحيث يملأ أرض الحمام، للعلم هو مصاب بالسكري، فهل من علاج؟!

وجزاكم الله خيراً.




الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مفيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن خروج الدم من الشرج قد تكون أسبابها بسيطة لا تستوجب القلق، وقد تكون أحياناً نتيجة حالات تشكل خطورة، مثل قرحة المعدة أو الاثني عشر، أو الأورام الخبيثة في الجهاز الهضمي، أو النزف من رتوج في القولون ( توسعات في جدار القولون ).

وقد يكون النزف الدموي أحياناً من الجزء الأعلى للجهاز الهضمي أي من قرحة أو التهاب معدة، فإن الدم يكون أسود اللون نتيجة تعرض الدم نفسه إلى عمليات الهضم، ويختلف تغير اللون هذا باختلاف كمية الدم الموجودة في الأمعاء وسرعة حركتها.

أما إذا كان النزيف من القولون وخاصة الجزء الأيسر منه، فإن الدم سيحافظ على لونه الأحمر ولكنه سيكون ممتزجاً مع البراز.

إذا كان النزف في منطقة المستقيم أو الشرج فإن لون الدم سيكون أحمر قانياً، وغير ممتزج مع البراز، أي أن الدم يحيط ويغلف البراز، ولكنه غير ممتزج معه، ويلاحظ أحياناً خروج الدم وحده دون وجود براز.

وعلى ما يبدو أن والدك يشكو من هذه الحالة، أي أن سببه واضح، فهو من البواسير لأنه يظهر أحياناً لوحده كما قلت دون براز.

وكل نزيف يحدث هنا يجب التحري عنه بصورة جيدة؛ لأن أورام المستقيم والقولون قد تصيب الأعمار الشابة، إضافة إلى أن وجود ورم في المستقيم قد يسبب احتقاناً في منطقة الشرج مسبباً البواسير والتي قد تبدو لأول وهلة وكأنها السبب الوحيد.

ولله الحمد أنه قد تم عمل منظار للوالد ولم يكن هناك إلا البواسير، والبواسير هي السبب الأكثر شيوعاً للنزف الدموي من الشرج، ويزداد الاحتقان فيها مع زيادة الضغط في منطقة الحوض مثل الزحار أثناء التغوط أو الوقوف الطويل.

كما أن النزف فيها ينتج في حالة مرور البراز الصلب أو الضغط الزائد الذي يلجأ إليه المريض أثناء الإصابة بالإمساك أو ارتفاع الضغط داخل الجوف البطني.

وتقسم البواسير الداخلية إلى أربع مراحل حسب درجة احتقانها وأعراضها:

أ ـ المرحلة الأولى: يشكو المريض من النزيف المتكرر من دون أي بروز للبواسير خارج فتحة الشرج.

ب ـ المرحلة الثانية: البواسير تبرز إلى خارج الشرج أثناء التغوط، وتعود لحالتها ذاتياً.

جـ ـ المرحلة الثالثة: تنزف البواسير إلى الخارج أثناء التغوط ولا تعود لحالتها الطبيعية إلا بمساعدة الدفع اليدوي.

د ـ المرحلة الرابعة: تنزف البواسير ولا ترجع إلى الداخل وتبقى مختنقة خارج الشرج.

طالما أن الوالد لم تتحسن حالته بالأدوية، فإن الحل هو الجراحة، ويمكن أن يتم ذلك باستخدام ما يلي:

1 ـ الحلقات المطاطية: وهي طريقة سهلة ويتم في العيادة الخارجية ولا تحتاج إلى تخدير، وتكون ذات فائدة جيدة في البواسير النازفة والمتدلية وخاصة في المرحلة الثانية والثالثة من البواسير الداخلية.

2 ـ التخثر الضوئي: وهي طريقة سهلة وبسيطة حيث تسبب الحرارة الموضعية تليفاً وتلفاً في نسيج البواسير وقاعدتها الدموية وتتم بتسليط هذا التخثر على عدة نقاط من البواسير، وهي جيدة في المرحلة الأولى والثانية من البواسير على أن لا تكون الباسورة كبيرة أو ذات قاعدة عريضة.

3 ـ التجميد الموضعي (الكرايو) حيث يؤدي التجميد المفاجئ إلى تلف وتليف مستقبل للبواسير لمنع أعراضها واستمرارها وهي مفيدة في المرحلة الأولى والثانية وقسم من المرحلة الثالثة.

4 ـ الحقن الموضعي: تتم المعالجة بهذه الطريقة باستعمال مادة (الفينول) أو ما شابه حقنها موضعياً في البواسير باستعمال المنظار وهذه المادة تؤدي إلى تليف الأنسجة المكونة للبواسير.

5 ـ العلاج الجراحي: إن جميع الوسائل التي مرت أعلاه يتم إجراؤها في العيادة الخارجية دون الحاجة إلى تخدير عام أو دخول مستشفى، أما العلاج الجراحي فيحتاج إلى دخول مستشفى وتخدير (عام أو نصفي).

وتستعمل هذه الطريقة للمراحل الثالثة والرابعة من البواسير وكذلك في حالة وجود بواسير خارجية أو زوائد جلدية معها، حيث يتم توسيع الشرج تحت التخدير ثم عزل كل باسورة ورفعها وخياطة منطقة ارتباطها بجدار المستقيم وإعادة البطانة الداخلية للمستقيم إلى موضعها، والسكري لا يمنع من أن يجرى أي عملية للجسم في حال احتياجها.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net