أعاني من تغير المزاج والتوتر وكثرة التفكير؟

2010-07-03 19:41:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أنا أعاني من حالتي النفسية منذ فترة كبيرة، ولم أجد حلاً؛ حيث أعاني من سوء حالتي المزاجية بشكل كبير جداً، ومن كثرة التفكير بصورة كبيرة، ومتوتر دائماً؛ حيث أعاني من عدم القدرة على التنفس بشكل سليم.

علماً بأني مدخن، وذهبت لطبيب الصدر، وعمل لي قياس كفاءة التنفس، ولم يجد شيئاً، وقال لي أني أعاني من القلق والتوتر، وأعطاني دوجماتيل، واستابلون، واندرال، ولم أشعر بالتحسن نهائيا، حتى نصحني أحد الصيادلة باستخدام موتيفال، ولم أجد نتيجة أيضاً، واستخدمت أيضاً ابيسيدون وبعض الأدوية الأخرى، لست متذكرا لأسمائها، ولكن من أعراضها الجانبية حدوث شد عضلي، وعند استخدامها حدث لي إغماء، ولا أعرف هل هذه الأدوية لها علاقة بذلك؟

علماً بأني لا أشعر بالسعادة نهائياً، وأصبح كل شيء عادياً جداً؛ حيث ينتابني شعور بالخوف دائماً، وأفكر دائماً بطريقة سلبية، فأنا لا أعرف ماذا يحدث لي؛ فأنا أشعر بالتعب من أقل مجهود، وليس عند نشاط بدني أو عقلي، وأشعر بألم دائماً في كل عظام جسمي.

أرجوكم أغيثوني فأنا متعب جداً، وأريد أن أعيش بصورة متوازنة، وأن أكون طبيعياً، فهل هناك دواء علاجي لحالتي؟

أرجوكم أفيدوني بسرعة، وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيعرف تماماً أن الشعور بالقلق والتوتر يؤدي إلى عسر في المزاج، وعسر المزاج هذا يكون مرتبطاً أيضاً بتقلب المزاج، ولا شك أيضاً أن التدخين يضر بصحتك النفسية في مثل هذه الحالة؛ لأن النكوتين مادة ميقظة، وتزيد من استشعار أجهزة الجسم، ولا أعتقد أنه سيكون فيه أي نفع أو فائدة بالنسبة لك، وذلك بجانب أعراضه وأمراضه الجسدية التي قد يسببها.

الشعور بالضيقة في الصدر ناتج من الانقباضات العضلية، القلق النفسي يعرف عنه أنه يؤدي إلى انقباضات عضلية شديدة.

أخي الكريم: أنت تناولت عدداً من الأدوية لا بأس بها، ولكنك لم تنتفع بها، وسوف أنقلك إلى مجموعة أخرى من الأدوية، ولكن أود أن أنصحك بأن تكون ملتزماً التزاماً قاطعاً بهذه الأدوية، من الأدوية الجيدة دواء يعرف تجارياً باسم (وليبيوترين Wellbutrin)، ويسمى علمياً باسم (ببربيون Bupropion)، هذا الدواء في الأصل مضاد للاكتئاب والقلق، ومن الأشياء الجيدة عنه أنه يساعد في التوقف من التدخين.

فيا أخي أسأل الله تعالى أن يجعل هذا الدواء سبباً لك في أن تتوقف عن التدخين، فاعزم وتوكل واسع وتذكر المخاطر التي قد يسببها لك التدخين، وفي ذات الوقت الدواء هو في الأصل دواء محسن للمزاج.

تناوله بجرعة مائة وخمسين مليجراماً صباحاً ومساءً لمدة ستة أشهر، ثم مائة وخمسين مليجراماً صباحاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

بجانب الوليبيوترين سيكون من الجيد أن تتناول عقارا يعرف تجارياً في مصر باسم (مودابكس Moodapex)، ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة ستة أشهر، هذا أيضاً من الأدوية الجيدة والممتازة، والتي تؤدي إلى تحسن واستقرار المزاج بدرجة كبيرة.

هذا بالنسبة للعلاج الدوائي، وبالنسبة للوسائل العلاجية الأخرى، يجب أن يكون للرياضة نصيب في حياتك، عليك أن تضع برامج يومية أو شبه يومية تقوم من خلالها بأداء التمارين الرياضية كرياضة المشي أو الجري أو لعب كرة القدم أو أي شيء يتيسر بالنسبة لك.

الرياضة مفيدة في استبدال الطاقات النفسية السلبية بطاقات إيجابية، وهي تساعد على الاسترخاء والراحة النفسية، تحسن النوم لدرجة كبيرة - فيا أخي الكريم إن شاء الله - فيها فائدة كبيرة جدّاً بالنسبة لك، وهذه الآلام الجسدية وسوء التركيز، والشعور الدائم بالتعب، الرياضة أيضاً من أفضل علاجه، وذلك بجانب الأدوية التي وصفناها لك.

الخوف دائماً يعالج أيضاً بالمواجهة، وبأن تفكر فيه منطقياً (لماذا أخاف؟ ما الذي يجعلني أحس هكذا؟) وفي حقيقة الأمر الخوف أصلاً ناتج من القلق، وإن شاء الله الدواء أيضاً سوف يساعدك.

أخي الكريم: أنت مسئول علاقات عامة، وهذه وظيفة طيبة تستطيع من خلالها أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، وهذا - إن شاء الله - يعود عليك بفوائد إيجابية كثيرة جدّاً على صحتك النفسية، فتطوير المهارات، واكتساب القدرات، من أفضل أنواع التأهيل النفسي.

أسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك كثيراً على تواصلك معنا في استشارات إسلام ويب.

www.islamweb.net