التعامل مع الآخرين بحسن الخلق هو الطريقة المثلى لرد إساءتهم

2011-04-11 11:08:33 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاماً، لدي أخ أصغر مني (يدرس في الجامعة) وثلاث أخوات أكبر مني.

مشكلتي أنني دائماً ما أتحمل مسئولية البيت والعمل فيه وتوجيه الخادمة للعمل الصحيح، وأخواتي دائماً أغلب أوقاتهن في النوم أو خارج المنزل أو في العمل، وأنا لا أعمل، لذا أهتم بشئون البيت، اعتدت على ذلك حتى أيام دراستي، ودائماً أعامل بالقسوة والاتهامات الباطلة لي بسوء أخلاقي مع الجميع، بينما أني أخاطب الجميع بكل أدب.

لكن الحقيقة هي أنهم من يسيئون معاملتي، حتى لو سألت سؤالاً أجد من يصرخ في وجهي أو يرد عليَّ بازدراء.

أخي الأصغر وقح وقليل أدب، ومغرور، وبليد، وأمي تعتبره مثالاً في الأخلاق! معاملته لي من أسوأ ما يكون.

الجميع في البيت أخلاقهم سيئة، وعندما أمل وأرد عليهم بنفس أسلوبهم أجد والدتي تنهرني وكأنها تلومني وحدي، لكن عندما يتكلم أحد غيري لا تعيره اهتماماً، أنا مظلومة ودائماً أُظلم.

لا أريد أن يقف معي أحد، أنا لست طفلة تشتكي كسر لعبتها، أنا أريد شخصاً يتكلم ويقول الحق أو يقول كلاماً معقولاً بحقي.

أشعر بضيق وكبت، أريد أن أهرب إلى مكان بعيد حيث لا أحد يزعجني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وحدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن صراع البيوت لا ينتهي، وليس فيه غالب أو مغلوب؛ لأنه صراع في ميدان لا عدو فيه أصلاً، فهوني على نفسك وتوكلي على ربك، واحرصي على بر أمك، ولا تجعلي أخلاقك تسوء لأجلهم، وسوف يدركون قيمتك؛ لأن الحياة مدرسة، ولن يضرك ما يحصل طالما واظبت على وقارك، وواصلت الاهتمام بشئون المنزل، ولا مانع من أن تقتربي من والدتك وتحاوريها بهدوء مع ضرورة أن تقدمي بين يدي ذلك الحوار صنوفاً من البر، وألواناً من الإحسان، ولا يخفى عليك أن الإنسان يحتمل من أجل والديه وفي سبيل رابطة الأخوة، وقبل كل ذلك طمعاً في رضوان الله الذي يجازي بالإحسان إحساناً.

وكم تمنينا أن تطرحي لنا نموذجاً لمشكلة حتى نتعرف أكثر على طبيعة الخلافات؛ لأن ذلك يسهل مهمتنا في الوصول إلى العلاج النافع المفيد، ونتمنى أن تختاري الأوقات المناسبة لنصح أخواتك وأخيك الأصغر، وتجنبي إحراجهم أو الغلظة في التعامل معهم، ونحن في الحقيقة نتفهم معاناتك، ونشيد بالدور الذي تقومين به، والذي لن يستطيع أفراد الأسرة تقديره ومعرفة أهميته إلا إذا فقدوه، ونسأل الله أن يطيل عمرك في الخير، وأبشري فخير الناس أنفعهم للناس، والإنسان لا يندم على خدمة أحب الناس إليه.

ولا يخفى عليك أن تسامحك مع الكبير والصغير يجلب لك حب الوالدين، وإذا عاتبتك الوالدة فذلك لأنها تريد منك المحافظة على هدوئك وتميزك.

أما مسألة الهروب، فلا تفكري فيها لما لها من آثار سالبة عليك وعلى سمعة الأسرة، واعلمي أنه لا يوجد بيت يخلو من المشاكل، ولكن الفرق في إدارة الخلافات وحصرها في إطارها الزماني والمكاني، ولعلك لاحظتي أنهم يفتعلون المشاكل، ولا يتأثروا إلا وقتياً، ولكن أنت تستمرين في التوتر الذي لا يفيد، والصواب أن يصبر الإنسان أو يكتفي بالرد المناسب في بعض الأحيان دون أن يعطي مساحات كبيرة للأحزان والتوتر الذي يفرح الشيطان الذي همه أن يحزن الذين آمنوا، ولن تجدي في جزاء من أساء إليك أفضل من مقابلته إساءته بالإحسان.

(( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ))[فصلت:34]، وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبنا وذنبك.

وبالله السداد والتوفيق.

www.islamweb.net