أعاني من سوء الظن بالله!!

2011-05-19 10:37:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: شكرا لكم على هذا الموقع الرائع.

ثانيا: مشكلتي أنني عندما أتوجه إلى الله وأصلي أقول في نفسي "مهلا .. لمن تصلي؟! للذي دعوته ولم يجبك في السنوات الفائتة .. للذي وعد عباده المؤمنين بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأنفس والثمرات ".

وقد وصل بي الحال لسوء الظن بالله، والعزلة النفسية، والخوف من المجهول والأمراض والأوبئة مستقبلا.

أصبحت أقول "وعد الله الكافرين بضنك في المعيشة وعذاب في الدنيا والآخرة ولكن أيضا سيبتلي عباده المؤمنين بالخوف والجوع ونقص في الأنفس والثمرات إذا ما السبيل للحياة السعيدة؟"

وما زادني في حالتي أني أصبت ببعض الأمراض العضوية، فهل أنا على حق في ادعائي أم ماذا؟ وما الحل؟

وشكرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يصرف عنك ما تجده من ألم وتعب ابتليت به، وأن يهدينا لأحسن الأحوال، وأن يرضنا بالقضاء.

أخي الكريم: لا شك أن ما ابتليت به من عدم معرفتك بالشريعة الإسلامية هو ما قادك إلى ما أنت فيه، ولذلك سأحرص معك في الحديث على التركيز على عدة قضايا:

1- ليس في الدنيا أحد لا يعرف المشاكل في بيته، وذلك طبيعة الدنيا كما قال الشاعر:

جبلت على كدر وأنت تريدها صفوا من الآلام والأكدار
ومكلف الأشياء ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار

فليس في الدنيا أحد مهما كان نعيمه إلا وابتلي.

2- الابتلاء للمسلم الصابر يختلف عن الابتلاء لغير المسلم أو المسلم القانط الجازع الغير محتسب ما وقع فيه لله، فالأول مأجور على ما ابتلاه الله به، وكلما اشتد البلاء وهو صابر كلما ارتفع الأجر.

3- أكثر الناس بلاء أحبهم إلى الله إذا سلموا أمورهم ولم يجزعوا، ولذلك أكثر الناس بلاء صفوة الخلق أنبياء الله عز وجل.

4- كيف يتحقق الإيمان ولما يُبتلى المرء؟ (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون).

5- أما الدعاء الذي لم يستجب فلم يضع يا أخانا، بل كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم ، ما من عبد يدعو ربه إلا وله بها إحدى ثلاث:

- إما أن تستجاب في الدنيا.

- أو يرفع الله بها بلاء.

- أو يدخرها يوم القيامة لصاحبها، فأكثر من الدعاء، واعلم بأن شيئا عند ربك لا يمكن أن يضيع.

6- السخط على قضاء الله يحرمك أجر البلاء، ولن يرفع السخط البلاء.

7- إن السعادة في الإيمان، فالمؤمن الحق سعيد لأنه إما منعم عليه فهو شاكر، وإما مبتلى فهو صابر، وهذا شأن المؤمنين.

8- فرق كبير بين شظف العيش أو الضنك على الكافرين وبين الابتلاء للمؤمنين، وذلك بأن المؤمن ينتظر الجنة التي أعدها الله له وفيها مرضاته، أما غيره فيعيش حياة متألمة لأنه لا يرجو من الله ما نرجوه.

9- أرجو أن تصحح نيتك، وأن تعود حقا إلى الله، وأن تعلم يقينا أن الله لا تنفعه طاعة الطائعين ولا معصية العاصين، ولكنه سبحانه ابتلاهم ليعلم - وهو أعلم سبحانه - أيهم أحسن إيمانا.

10 - انظر إلى من هم أسوأ حالا منك، وستعلم أن الله قد أنعم عليك، والله يا أخي أنا الآن في السويد، وقد رأيت بالأمس شابا لا يتحرك أي شيء في بدنه ولا يتكلم ولكنه يسمع، يشير بآلة ربطت في رأسه على الحروف، كان سعيدا ومتعاونا ومتأقلما ويحضر الندوات ويقول: إنه راض عن الله لأن الله اختار له الأحسن، فربما لو كنت صحيحا لدخت النار، وهذا يجعله راضٍ عن ربه لأنه يعلم أن الله اختار له الأفضل.

ختاماً: استسلم لله في قضائه وكن على ثقة بأن الله لن يخذل أولياءه، نسأل الله أن يبارك فيكم، وأن يصرف عنكم كل مكروه، والسلام عليكم ورحمة الله.

www.islamweb.net